الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ترخص الهجرة لديار الكفر لتحسين المعيشة

السؤال

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أنا شاب مسلم من الجزائر مداوم على استقبال فتاوى الشبكة الإسلامية يا شيخ لقد استعسرت لدينا الأمور في بلدنا نظراً لما نعيشه من فتن نتيجة البعد عن دين الله سبحانه وتعالى فالسكن غير موجود والمعيشة صعبة نتيجة الظروف الاجتماعية السيئة نريد الزواج لنتحصن ونريد اتساعا في الرزق يساعدنا على ذلك ولكن هذا مفقود عندنا السؤال: هل يجوز لي الهجرة إلى أوروبا للعمل هناك لفترة حتى أتمكن من تكوين نفسي ثم أعود إلى بلدي أو أستقر في بلد مسلم أعيش فيه كريما أم أن الضرورة التي أتكلم عنها لا تصل إلى درجة التفكير في الهجرة إلى بلاد الكفر؟وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن السفر إلى بلاد الكفر فيه خطرٌ عظيمٌ على الدين والأخلاق، لما في تلك البلاد من ما يدعونه من الحريّة، وعدم إنكار المنكر، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين، لا تَرَاءَى ناراهما" رواه أبو داود والترمذي.
أما إذا كان المهاجر عنده علمٌ وبصيرةٌ، وكان ذهابُه إلى هناك للدعوة إلى الله، وبيان محاسن الإسلام، فيجوز لهذا وأمثاله الهجرة إلى هناك بهذا المقصد الشرعي بشرط أن يأمن على نفسه الوقوع فيما حرم الله، وهذا أمر عسير جداً بالنسبة للشاب غير المتزوج، فأبواب الفتنة هنالك مفتحة على مصاريعها، ومن خسر دينه فقد خسر كل شيء، والصبر على بعض منغصات الحياة أهون من الصبر على نار جهنم، ومصاعب الدنيا وملذاتها كل ذلك إلى زوال، والعاقل يركز تفكيره على وضع يجعل إذا خرج من هذه الحياة خرج وربه عنه راض، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني