الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتزوج الفتاة من الكفء الفتاة إذا رفضه وليها لكونه دون مستواهم

السؤال

أنا فتاة من العراق عمري 21 سنة، تقدم لي شاب عمره 29 سنة من الجزائر، وأنا أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، والشاب على مستوى عال من الخلق والدين، والناس الذين يعرفونه لا يقولون عنه إلا الخير، كان والدي في بداية الأمر غير مقتنع، لأننا لا نعرف عائلته، فطلبت من صديقتي الجزائرية أن تسأل عنه وعن أهله هناك في الجزائر، وكان الجواب أنهم من أحسن وأخلق سكان المدينة ولكنه الوحيد الذي عنده شهادة جامعية بينهم، مع العلم أنني سألت عن حالتهم المادية وطريقة عيشهم فكانت من أحسن ما سمعت، والآن والدتي لا تتكلم معي لأنني قبلت بشخص جزائري، ووالدي غير مقتنع، لأن مستواهم العلمي والمادي غير مستوانا، مع أن الشاب لا ينوي الرجوع إلى بلده وأنا أعلم ذلك، ولكن أهلي مصرون على رأيهم, فأرشدوني، ماذا أفعل؟ قبلت به ومقتنعة تماما بدينه وخلقه وأنه الشاب الأنسب لي، ونحن في أمريكا وليس من السهل أن نجد شبابا بهذا المستوى من الأخلاق والدين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أرشد الشرع الحكيم إلى قبول صاحب الدين والخلق إذا جاء خاطبا، روى الترمذي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.

فليس من حق الولي فضلا عن غيره أن يرفض الأكفاء، وما ذكر من الفوارق المادية أو الاجتماعية ونحوهما ليست مسوغا شرعيا لرفضه، كما بينا في الفتوى رقم: 137187.

فالذي ننصحك به أولا: هو دعاء الله تعالى والتضرع إليه أن يكتب لك ما فيه الخير، ومن ذلك الاستخارة، هذا أولا وقبل كل شيء، لأن المرء لا يدري في أي شيء له الخير، ثم الاستعانة بأهل الرأي والنصح لمحاولة إقناع والديك بالموافقة على زواجه منك، فإن تم ذلك فالحمد لله، وإن لم يتم ذلك فالذي نراه ـ والله تعالى أعلم ـ بالنسبة لحالتك الخاصة والظروف التي شرحت، هو أنه يجوز لك الزواج ولو لم يرتض ذلك والداك، ولكن لا يجوز لك الزواج إلا بولاية ولي آخر من أوليائك إن وجد، فإن لم يوجد أو امتنع من تزويجك فارفعي الأمر إلى أحد المراكز الإسلامية ليتولوا تزويجك، واجتهدي بعد ذلك في محاولة كسب رضا والديك، وراجعي الفتويين رقم: 1766، ورقم: 67198، لمزيد الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني