الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصاب بالسلس هل يقضي الصلوات إذا تعافى من سلسه

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع.
سؤالي هو: أعاني من غازات من القبل تأتي كل يوم أكثر من مرة، ومن رطوبات الفرج، لكن في الفترة الأخير كثر خروج الريح من الدبر لمدة أيام، وبعدها أصبحت أتوضأ لكل صلاة، ولا أعيد الصلاة التي يخرج فيها الريح، لكن كان ذلك لمدة يومين، ثم بعدها لم يكثر خروج الريح من الدبر.
فهل علي أن أعيد صلوات هذين اليومين، علما بأني الآن لا أعاني من كثرة خروج الريح؟
وكيف أعلم بأن رطوبات الفرج، وغازات القبل تكون منتظمة ويجب علي الانتظار ولا أتوضأ لكل صلاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن كان لا يجد في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، بأن كان خروج الحدث يستغرق جميع الوقت، أو كان ينقطع وقتا لا يكفي للطهارة والصلاة، أو كان انقطاعه مضطربا بحيث يتقدم تارة ويتأخر أخرى، فحكمه حكم المصاب بالسلس: يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويصلي بهذا الوضوء الفرض وما شاء من النوافل إلى أن يخرج الوقت، ولا يضره ما خرج منه مما كان خروجه مستمرا؛ ولتنظر الفتوى رقم: 119395 ، ورقم: 136434. وكل أحد يعرف هذا من نفسه بالتجربة.

وعليه؛ فإذا علمت أنك لا تجدين في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، فافعلي ما يفعله صاحب السلس، وأما إن كنت تجدين هذا الوقت الذي يمكنك أن تصلي فيه بطهارة صحيحة، فعليك أن تنتظري حتى يجيء ذلك الوقت فتتوضئي وتصلي، وإذا كان أحد الأحداث كالرطوبات -مثلا- دائما، وكان غيرها غير دائم كالريح -مثلا- فإن الوضوء ينتقض بما سوى الحدث الدائم، وما صليته من صلوات بوضوء بعد دخول الوقت في حال يحكم فيها بكونك مصابة بالسلس، فإنه لا تلزمك إعادته، وإن لم يكن محكوما بكونك مصابة بالسلس، فعليك أن تعيدي ما صليته والحال أن طهارتك قد انتقضت، وفي وجوب الإعادة خلاف يمكنك مراجعته في الفتوى رقم: 125226.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني