الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما ورد في فضل قراءة سورة (القمر) لا يثبت

السؤال

هل صحيح أن من قرأ سورة يس يثبت إيمانه؟ وأن من قرأت سورة القمر.. يبعثه الله يوم القيامة ووجهه كنور القمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان درجة الأحاديث الواردة في سورة يس في الفتاوى التالية أرقامها: 9909 // 12197 // 18178 // 14964 ، وتبين منها أن أكثر الأحاديث الواردة فيها إما ضعيفة أو شديدة الضعف أو موضوعة، وقد سبق بيان حكم كل قسم من هذه الأقسام في الفتويين التاليتين: 13202 // 19826 . ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 19651 // 17086 // 18526.
أما الحديث المذكور في سورة القمر، فهو جزء من حديث طويل فيه فضائل لكل سور القرآن، يروى عن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكره بعض المفسرين في تفاسيرهم، وقد أورده الزمخشري مجزَّءًا، يذكر في نهاية كل سورة ما يخصها منه، ولفظه عنده: من قرأ سورة القمر في كل غبٍّ بعثه الله يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر.
قال شمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي في كتابه السراج المنير: "وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة القمر في كل غبّ ـ أي يقرأ يوماً ويترك يوماً ـ بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر» . حديث موضوع." انتهى.
كما ذكر زين الدين محمد بن علي المناوي في كتابه الفتح السماوي أنه: موضوع.
وغالب ما في الكشاف وأمثاله كتفسير الثعالبي والواحدي وابن مردويه من فضائل السور هو من الأحاديث الموضوعة التي لا يعول عليها، وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين التاليتين: 18526 // 17086.
ونحذر الأخت السائلة من الأحاديث التي يتداولها الناس دون أن يكون لها أصل يعتمد عليه، لأن ذلك من ترويج الكذب على الله ورسوله - صلى الله عليه مسلم-.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني