الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب الغسل على المرأة إذا خرجت منها صفرة

السؤال

في البداية أريد أن أشكركم على هذا ‏الموقع الرائع، الذي أفادني في جميع ‏جوانب الحياة.‏
‏ وسؤالي الأول هو: أنني عادة ما ‏أجد –عفوا- إفرازات صفراء، و ثخينة بعد عودتي من المدرسة، فكنت ‏في البداية أعدها منيا، وأغتسل يوميا، ‏مع أن مدرستي مخصصة للفتيات و‏لا يوجد فيها شيء يثير شهوتي. وبعد ‏أن قرأت عن الصفرة، والكدرة أصبحت أعدها منها، وأتوضأ لصلاتي ‏فقط دون غسل.‏
‏ فهل ذلك صحيح؟ وإن كان غير ‏صحيح. فما حكمها؟
‏ وسؤالي الثاني: أنني بعد مشاهدتي ‏لمسلسل تاريخي، لا يوجد فيه شيء ‏يثير شهوتي، وجدت في القطنة التي ‏أضعها ماء، وفيه نقطة تكاد لا ترى ‏لونها أصفر. في البداية اعتبرته مذيا، ‏وتوضأت لصلاتي، ثم شككت أن ‏أكون على خطأ، فرجعت لأتأكد بعد ‏أن جف، فرأيت لونه أصفر فاتحا ‏يكاد أن يكون أبيض، فاتخذت حكم ‏الشك إن كان منيا أم مذيا، وتوضأت ‏وأعدت صلاتي. وبعد أن فكرت قلت ‏في نفسي إنه حتى لو كان منيا ونزل ‏دون شهوة، فإنه لا يوجب الغسل. ‏فهل صلاتي صحيحة؟ وماذا علي أن ‏أفعل؟ عادة ما تنزل مني تلك ‏الإفرازات الشفافة التي فيها شيء من ‏الاصفرار. فما حكمها؟
وسؤالي الأخير هو: أنني دائما ما ‏تصيبني حكة في –عفوا- فرجي أثناء ‏نومي، وأضطر للحك ولكن دون أن ‏أشعر بذلك، أي وأنا لست في كامل ‏وعيي، فأستيقظ وأرى إفرازات ‏صفراء، فأعتبرها منيا دائما، وأغتسل كل يوم عند استيقاظي.‏
‏ فهل هذا صحيح؟ وإن كان غير ‏صحيح. فماذا علي أن أفعل؟
‏ وجزاكم الله خيرا وأعانكم على فعله.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصفة مني المرأة، والفرق بينه وبين مذيها، قد أوضحناه في فتاوى كثيرة؛ انظري منها الفتوى رقم: 131658 ، ورقم: 128091.

وأما الصفرة فقد بينا صفتها في الفتوى رقم: 167711. وبينا الفرق بينها وبين رطوبات الفرج في الفتوى رقم: 178713، وقد أوضحنا حكم الصفرة، ومتى تكون حيضا ومتى لا تكون حيضا في الفتوى رقم: 134502.

فإن تيقنت يقينا جازما أن الخارج منك مني، فيجب عليك حينئذ أن تغتسلي، وإن تيقنت أنه من الصفرة العادية، فلها الحكم المبين في الفتوى المحال عليها، ولا يجب عليك الغسل إلا إذا تيقنت يقينا جازما أن الخارج منك هو المني، وأما مع الشك فتتخيرين بين ما شككت فيه فتجعلين له حكم أحدها على ما نفتي به؛ وانظري الفتوى رقم: 158767.

وإذا استيقظت من نومك فرأيت ما تشكين في كونه منيا أو غيره، فإنك تتخيرين على ما ذكرنا. وأما إذا تيقنت وجود المني، فقد وجب عليك الغسل وإن لم تذكري احتلاما، ونحذرك من الوسوسة في هذا الباب؛ لأنها تفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني