الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات من وجد بللا في ثيابه وصلى بدون غسل

السؤال

ذهبت للحمام، ثم فوجئت بأن سروالي مبتل بما يشبه رائحة المني. غسلت فرجي، وخرجت دون أن أغتسل، وذهبت للمسجد وصليت.
هل صلاتي صحيحة، مع العلم أني لم أشعر بأن المني خرج مني؟ وما الحكم إذا تكرر مثل هذا الأمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالبلل الذي لا حظته، له عدة حالات:

1ـ أن تتحقق كونه منيا؛ لوجود ما يدل لذلك كرائحة مثلا. فهنا يجب عليك أن تغتسل من الجنابة، وأن تعيد الصلوات التي صليتها بعد العثور على البلل المذكور وقبل الاغتسال, هذا مذهب الجمهور. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه من أهل العلم بعدم لزوم الإعادة إن ترك الغسل جاهلا، والراجح مذهب الجمهور؛ وراجع الفتوى رقم: 166105

وإن كان المني قد خرج منك يقظة بدون شهوة، فلا يلزمك غسل عند الجمهور، بل يكفيك الوضوء فقط؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 127275

2ـ أن تتيقن أن البلل مذي، فتكون صلاتك صحيحة إذا كنت قد غسلت ما أصابه المذي من ذكرك، وبقية بدنك، وثيابك، ثم توضأت وصليت بثوب طاهر؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 49490

3ـ أن تجهل حقيقة البلل هل هو مني أم مذي؟ فإن شئت جعلته منيا، فتغتسل من الجنابة، وتعيد ما صليته من فرائض قبل غسل الجنابة، بناء على مذهب الجمهور. وإن شئت جعلته مذيا، فتصح صلاتك إذا كنت قد غسلت نجاسة المذي عن البدن والثياب وتوضأت وصليت بثوب طاهر. وهذا التفصيل للشافعية، وهو المفتى به عندنا كما سبق في الفتوى رقم: 118140.

وللتعرف على صفات المذي والمني راجع الفتوى رقم: 56051

وهذا الحكم الذي ذكرنا ينطبق على كل حالة حصل فيها مثل ما ذكرته في سؤالك، ولا يختص بحالة واحدة.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 118947.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني