السؤال
أحبتي في الله، بارك الله فيكم، وجزاكم الله خير جزاء على ما تقدمونه من نفع عظيم للمسلمين، لكني أواجه مشكلة أني عندما أكتب سؤالا طويلا فإنه لا يرسل كله، وإنما يرسل جزء يسير منه، ولا أعلم هل المشكلة من عندي أم من عندكم بارك الله فيكم، مع العلم أني استعلمت أكثر من متصفح لكن لا تغيير، وقد أرسلت اليوم سؤالا وحاولت تكرار إرساله ليصل كاملا فلم يصل. فأرجو منكم أن تحذفوا الأسئلة غير الكاملة وأن تضعوا هذا السؤال:
[أحبتي في الله، إن أهلي يقومون بوضع الملابس الطاهرة مع ملابس نجسة أخرى في الغسالة سويا، ثم يضعون الماء ومواد التنظيف ويشغلون الغسالة، أو يضعون الملابس النجسة على الماء والصابون ثم يشغلون الغسالة.
وقد نبهتهم مرارا على أن تغسل الملابس النجسة لوحدها وتزال عنها النجاسة، طبعا وإن أرادوا غسلها مع الملابس الطاهرة الأخرى بعد تطهيرها فلا حرج، لكن لم يستجيبوا لي وما زالوا على هذه الحال.
إذا أخذت بقول من يقول إن الماء إذا كان أقل من قلتين يحمل النجاسة إذا وضعت فيه، فإني سأقع في حرج شديد، فإن هذا يعني أن معظم - إن لم يكن كل - ملابسنا نجسة؛ لأننا نغسل النجس مع الطاهر فيتنجس الطاهر، ثم نضع لاحقا النجس الجديد مع طاهر آخر وهكذا، وأيضا عندما يأخذون الملابس بعد عصرها تكون رطبة فيمسكونها بأيديهم فتتنجس أيديهم - وهذا يقين وليس شكا - ، ثم يستعملون المغسلة و الصابون وأمور أخرى بأيديهم. وأيضا الماء الذي يصب - يكب - من الغسالة ويسيل على الأرض يأتي على الأرضية، ويخرجون بالحذاء وهو مبلل يمشون على الأرضية وعلى غيرها، وأنا أصلي في هذه الملابس، ولا يخفى عليكم أحبتي أني قد عانيت سابقا من الوسواس، ولا أود البتة أن أفتح مجالا للوسوسة، فإني ألبس كثيرا من الألبسة وأنا أعلم أنها غسلت مع نجاسة، وأتوضأ فيها أو أمسها ويدي مبللة، ثم آكل مثلا، فأصبح وكأني آكل نجاسة، وإن هذا الأمر ليوقع غير الموسوس في الحرج. فما بالكم بمن عانى منها سابقا؟
فهل هناك يا أحبتي قول أعمل به أقطع عني به هذا الحرج والوسوسة، فإني أعلم أن أهل العلم قد اختلفوا في تنجس ماء الغسالة إذا لم تغيره النجاسة وكان أقل من قلتين، فذهب المالكية إلى أنه طاهر إلا إذا غيرته النجاسة.
فهل يجوز لي الجمع بين قول المالكية، والقول بتطهير النجاسات بالماء والصابون أم إن المالكية يرون أن هذا يكون إذا كان ماء فقط، وأنا لا أدقق وراء الماء هل تغير أم لا. فهل أعتبره باقيا على أصله، ولا أدقق هل الماء ومواد التنظيف - مثل التايد وغيره - أزالت رائحة وطعم ولون النجاسة من اللباس النجس أم ما زالت موجودة؟
فهل أعتبر أنها زالت دون أن أتحقق وأبحث وراءها، وحتى وإن بقيت نجسة. هل يصح لي أن أعتبر أن باقي الملابس طاهرة - التي غسلت و عصرت معها؟ وهل يصح أن أقول إن لمسها وهي رطبة لا يكفي في اليقين بنقل النجاسة؛ لأني من الممكن أن أكون لمست الجزء الطاهر، وأنا والله أبحث عن الرخص لا من باب الهوى وإنما من باب دفع الحرج الشديد جدا، فأنا أصلي دون التفكير بهذا الأمر كي لا أتضايق.
بارك الله فيكم [ أقدر انشغالكم وكمية الأسئلة الكبيرة، لكن أرجو الإجابة على سؤالي وعدم تحويلي إلى إجابات أخرى ] انتهى.
بارك الله فيكم، ووالله إنكم لتستحقون تقبيل الأيادي، والرؤوس على ما تقدمونه من خدمة للمسلمين.