الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عبارة: يا الله على بابك، يا من تعقد الحبل وتحله بين أيدينا طلابك

السؤال

ما حكم كلمات هذه الأنشودة: على بابك يا كريم، يا الله على بابك، يا من تعقد الحبل وتحله بين أيدينا طلابك؟... أرجو التوضيح للغاية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عبارة: على بابك ـ فلا إشكال فيها، ولا نعلم أحداً من أهل العلم أنكر استعمال هذا اللفظ، وكان من دعاء بعضهم: اللهم: إني أبرأ إليك من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكيل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك, ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك...

وأما عبارةـ تعقد الحبل، وتحله ـ فالحبل لغة: ما فُتِل من ليف ونحوه ـ المعجم الوسيط ـ ولكن جرى استعماله بمعنى ضبط الأمور، ونحوها، جاء في معجم اللغة العربية: ويستخدم في الشدِّ والرَّبط: قيَّد السارقَ بالحِبال، فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ ـ أرخى الحبلَ: تبسَّط، اضطرب حبلُه: لم يعد يسيطر على نفسه، انبتّ حبلُ المودّة بين الصديقين: زاد في شدّته وصرامته انقطع حبلُ الحديث: اعترضه عارض، ترَكَ الحَبْلَ على الغارب، ترَكَ الحَبْلَ على غاربه، مثل: ترك الأمرَ يأخذ مجراه دون تدخل منه، تعلَّق بحبال الهواء: رجا.

وعليه؛ فمعنى العبارة: يا من يدبر الأمور، بيدك الفرج، والشدة، تُفرج الكرب على من طلب منك، وسألك، وهذه كلمات جائزة، ليس فيها محظور، وإن كان التزام المأثور أولى، وأنفع، كما بينا في الفتوى رقم: 133144.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني