السؤال
لي قريبة ـ وهي سلفتي ـ اكتشفت أنها على علاقة بشاب في مدينة أخرى، وتتحدث معه بالجوال، وقد نصحتها وذكررتها بغضب الله عليها، ووعدتني بأنها ستبتعد عنه، ولكنني لاحظت أنها تمادت ولم تبتعد، وخوفي أنها أصرت على زوجها بنقل عمله إلى مدينة ذلك الشاب حتى تكون بالقرب منه ـ والله أعلم ـ وهي أم لأبناء يدرسون ولا أعلم تفكيرها عندما تنتقل لمدينة الشاب حيث إن زوجها يعمل نهارا، وأبناؤها بالمدارس في ذات الوقت وهي جريئة، ومن الممكن أن تعمل أي شيء، ولم أستطع إخبار زوجي، لخوفي من اشتعال فتنة ومشاحانات بين الإخوة، حيث إنني نصحتها وعاتبتها دون جدوى، والآن ستنتقل مع زوجها وستقع في المحظور والخطر الأكبر، لأنه ستتهيأ لها كل الأمور، وسؤالي هو:
ما هي الطريقة الأمثل لابتعادها عن هذا الطريق حتى أحمي بيتها من الخراب، وأحمي أبناءها من الضياع في حال كشفت من قبل زوجها؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بنصحك هذه المرأة وتذكيرها بالله تعالى، فإن محادثتها وعلاقتها بهذا الشاب أمر محرم، وذريعة إلى الفساد، وحصول هذا الأمر من امرأة متزوجة مما تتأكد به الحرمة ويعظم به الإثم، فبالإضافة إلى تفريطها في حق ربها ففيه تقصير في حق زوجها، فمن حقه عليها أن تحفظه في نفسها، قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قانتات ـ يعني مطيعات لأزواجهن: حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ.
وقال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.
وننصحك بالحذر من الاستمرار في هذه الخواطر التي فيها نوع من إساءة الظن بها من كونها أصرت على زوجها للانتقال إلى المدينة الأخرى من أجل ذلك الشاب... إلخ، وإن تبين لك مستقبلا استمرارها في غيها فيمكنك تهديدها بإخبار زوجها، وإذا اقتضى الأمر إخبار زوجها فليكن بالتلميح له بالانتباه لبيته بأي عبارة يتحقق بها المقصود، والتربية الإيمانية من خير ما تصان به البيوت عن مثل هذه الشرور.
والله أعلم.