السؤال
سؤالي هو: هل صحيح أن أي عمل بعد الأذان لا بركة فيه؟ ففي بعض الأحيان أكون أعمل شيئا ويؤذن للصلاة ويكون قد بقي على انتهاء العمل دقيقتان أو ثلاث دقائق، أو مثلا أكون أعمل على الجهاز أو أدرس، فهل يجب علي ترك العمل فور سماع الأذان ولو كان يسيرا؟.
سؤالي هو: هل صحيح أن أي عمل بعد الأذان لا بركة فيه؟ ففي بعض الأحيان أكون أعمل شيئا ويؤذن للصلاة ويكون قد بقي على انتهاء العمل دقيقتان أو ثلاث دقائق، أو مثلا أكون أعمل على الجهاز أو أدرس، فهل يجب علي ترك العمل فور سماع الأذان ولو كان يسيرا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس صحيحا أن كل عمل بعد الأذان لا بركة فيه، ولا يجب عليك ترك ما تشتغل به بمجرد الأذان، وإنما يجب عليك أن تصلي في جماعة، وبعض أهل العلم يوجب عليك أن تصلي جماعة في المسجد، ولا ريب في كون الذهاب إلى المسجد أعظم بركة وأتم أجرا، وقد أثنى الله على عباده الذين لا تلهيهم أعمالهم عن شهود الجماعات في المساجد، فقال جل اسمه: رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {النور:37}.
قال ابن كثير رحمه الله: قَالَ هشيم عن شيبان قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ رَأَى قوما من أهل السوق حيث نودي للصلاة المكتوبة تَرَكُوا بِيَاعَاتِهِمْ وَنَهَضُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ عَبْدُ الله بن مسعود: هَؤُلَاءِ مِنَ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: رِجالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ـ الآية، وَهَكَذَا رَوَى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْقَهْرَمَانِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّهُ كَانَ فِي السُّوقِ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَأَغْلَقُوا حَوَانِيتَهُمْ وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فِيهِمْ نَزَلَتْ رِجالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حاتم وابن جرير.... وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ يَقُولُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَكَذَا قال مقاتل بن حيان والربيع بن أنس، وقال السدي: عن الصلاة في جماعة، وقال مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: لَا يُلْهِيهِمْ ذَلِكَ عَنْ حُضُورِ الصَّلَاةِ وَأَنْ يُقِيمُوهَا كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَأَنْ يُحَافِظُوا عَلَى مواقيتها وما استحفظهم الله فيها. انتهى.
فإذا كنت بهذه المثابة بحيث لا يشغلك عمل تقوم به عن شهود الصلاة في جماعة رجي لك أن تكون من أهل هذه الآية ـ إن شاء الله ـ ولا يؤثر في ذلك كونك تشتغل بإتمام بعض عملك بعد الأذان مادام ذلك لا يلهيك عما ذكر من الحفاظ على الصلاة في جماعة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني