الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ترجيل شعره الشريف

السؤال

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشط شعره الشريف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُرجِّل شعره الشريف من وقت لآخر، وكان يرجله بنفسه، وربما رجلته له إحدى زوجاته.

جاء في زاد المعاد لابن القيم عن أنس متحدثاً عن هديه صلى الله عليه وسلم في إكرام شعره: وكان يحب الترجل، وكان يرجل نفسه تارة، وترجله عائشة تارة. اهـ.

ونهى صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غباً. رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح، والنسائي، وصححه الألباني. والغب أي حينا بعد حين.
وربما سدله، أو فرقه، كما جاء في موطأ الإمام مالك: سَدَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ فَرَقَ بَعْدَ ذلِكَ.
وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرِقُ خَلْفَ يَافُوخِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ أَسْدِلُ نَاصِيَتَهُ. رواه ابن ماجه وصححه الألباني. واليافوخ – كما قال شراح الحديث- هو الذي يتحرك في وسط رأس الصبي. تريد أنها تفرق شعر القفا، وتسدل الناصية.
قال ابن عبد البر في التمهيد: الفرق في الشعر سنة، وهو أولى من السَّدْل؛ لأنه آخر ما كان عليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، وهذا الفرق لا يكون إلا مع كثرة الشعر وطوله ... والتفريق: أن يقسم شعر ناصية يمينا وشمالاً، فتظهر جبهته وجبينه من الجانبين، والفرق سنة مسنونة. اهـ.

قال النووي في شرح مسلم: وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَّةٌ، فَإِنِ انْفَرَقَتْ فَرَقَهَا، وَإِلَّا تَرَكَهَا. قَالَ مَالِكٌ: فَرْقُ الرَّجُلِ أَحَبُّ إِلَيَّ. هَذَا كَلَامُ الْقَاضِي. وَالْحَاصِلُ أَنَّ الصَّحِيحَ الْمُخْتَارَ جَوَازُ السَّدْلِ، وَالْفَرْقِ، وَأَنَّ الْفَرْقَ أَفْضَلُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ.

وقال الحافظ في "الفتح": والصحيح أن الفرق مستحب لا واجب. اهـ.

والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم كان يرجل شعره من وقت لآخر، وكان يرجله مرسلا ومفرقا، وأن آخر ذلك هو الفرق؛ كما قال ابن عبد البر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني