الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطب فتاة واستخار وأحس بارتياح وفوجئ بإعراضها عن إتمام الخطبة

السؤال

تقدمت لخطبة فتاة على خلق، ودين، وعلم. وكذلك أهلها على قدر كبير من التدين، ووالدها كان مرحبا بي جدا؛ حيث إننا من أهل بلد واحد ونعرف بعضنا منذ زمن.
بعد الرؤية الشرعية اقتنعت جدا بتلك الفتاة، حتى إنها تملكت تفكيري، وعقلي تماما. وصليت استخارة، وأحسست براحة للموضوع.
وعندما أخبرتهم بأني مستعد لإتمام إجراءات الخطبة، فوجئت بردهم بعد يوم واحد من اللقاء، بعدم القبول حيث إن الفتاة استخارت ربها، ولم ترتح لإتمام الزواج. ومن حينها وأنا أعيش أياما صعبة من الحيرة، والحزن أثرت على عملي، وعلى دراستي، حتى إنني عندما أخلو بنفسي يتملكني الحزن، والغم لولا أني أصلي لربي لقضى علي الحزن، خصوصا أني بعد أن تلقيت ردهم، رأيت رؤيا في المنام أن والدي- رحمه الله- يبشرني بأنها زوجتي، وأن الله رزقني منها ولدا؛ لذلك لجأت لاستشارتكم ماذا أفعل؛ لأني فعلا أعيش أياما صعبة.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على ثقتك بنا، ونسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظنك بنا، وأن يوفقنا وإياك إلى طاعته، وييسر لنا وإياك التوفيق إلى كل خير. ونسأله أن يزيل همك، ويفرج كربك، ويرزقك زوجة صالحة تقر بها عينك.

وقد أحسنت بحرصك على الزواج من فتاة ذات دين، فالمرأة الصالحة كنز، فجزاك الله خيرا. وانظر الفتوى رقم: 28893.

ومن جانب آخر، فقد أصبت الصواب حين لجأت إلى الاستخارة، فهي مشروعة في مثل هذه الأحوال، وحقيقتها تفويض الأمر إلى الله تعالى ليختار لعبده الأفضل، فهو سبحانه علام الغيوب. وينبغي أن تكون على يقين من أنه إذا تم هذا الزواج، كان هذا علامة أنه خير لك، وإذا لم يتم، كان في صرفك عنه خير لك. ولا تعول على مجرد ما يكون من راحة نفسية، أو رؤيا تراها، أو تُرى لك.

وإن لم يقدر الله لك الزواج منها، فلا تتبعها نفسك، ولا تتحسر عليها، بل استقبل حياتك كأن شيئا لم يكن، وابحث عن غيرها، فالنساء كثير، وقد يبدلك الله خيرا منها، ففوض أمرك إلى الله فهو القائل عز وجل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}. واجتهد في مدافعة الخواطر التي توقعك في الندم، أو ينكد بها الشيطان عليك حياتك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وداوم على الذكر؛ فقد قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني