الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسليط الله الكفار على بعض أنبيائه بالقتل ليس لنقص رتبهم

السؤال

ذكر الله في كتابه الكريم أن بعض ‏الأنبياء قتلوا، لكن لم يذكر أن هناك ‏رسولا واحدا من رسل الله قتل.‏
‏ هل قدر الله أن يحفظ جميع رسله من ‏القتل؛ لأنهم أفضل البشر، وأعظم من ‏الأنبياء؟ ‏
جزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته من أنه لم يذكر في القرآن أن بعض الرسل قتلوا، كلام غير صحيح، فقد قال الله تعالى: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ {البقرة:87}. فأخبر تعالى عن اليهود بأنهم قتلوا بعض رسله.

فكان ممن كذبوه عيسى، ومحمد عليهما السلام، وممن قتلوه زكريا، ويحيى عليهما السلام. قاله القرطبي.

وليس تسليط الله الكفار على بعض أنبيائه بالأذى، ومنه القتل لنقص رتبهم- حاشا وكلا-، بل لما له في ذلك من الحكمة البالغة من رفع درجاتهم، وإعلاء منازلهم، وليكونوا أسوة لمن بعدهم في الصبر على الأقدار، والتمسك بالدين ولو أدى ذلك إلى القتل، ولئلا يغلو فيهم أحد، فينسب إليهم ما هو من خصائص الألوهية، ولغير ذلك من الحكم العظيمة التي يعلمها الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني