السؤال
ما حكم النظر إلى من يفعل المنكرات مثل المدخن والمسبل؟ وهل هو حرام؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المقصود النظر إلى المدخن أو المسبل دون قصد أو مجالسة كمن يرى شخصا يدخن في الشارع، فهذا لا شيء فيه اتفاقا، وإن كان المقصود مجالسة المدخن أو المسبل، فلا تجوز ـ اختيارا ـ إلا بقصد إنكار المنكر عليهم ومناصحتهم ودعوتهم لترك ما هم عليه، وإن لم تكن لذلك الغرض، فلا تجوز إلا للضرورة، مع الإنكار بالقلب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فالرجل لو يسمع الكفر والكذب والغيبة والغناء والشبابة من غير قصد منه، بل كان مجتازا بطريق فسمع ذلك لم يأثم بذلك باتفاق المسلمين، ولو جلس واستمع إلى ذلك ولم ينكره لا بقلبه ولا بلسانه ولا يده كان آثما باتفاق المسلمين، كما قال تعالى: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون. وقال تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم. فجعل القاعد المستمع من غير إنكار بمنزلة الفاعل، ولهذا يقال: المستمع شريك المغتاب، وفي الأثر: من شهد المعصية وكرهها كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها ورضيها كان كمن شهدها. فإذا شهدها لحاجة أو لإكراه أنكرها بقلبه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. اهـ.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 177371، 178289، 132910، 152021، 61103.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني