الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل في بيع العطور الإباحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأود أن أسأل عن العمل في الروائح والعطور هل هي حرام أم حلال خاصة وأن الكثير من السيدات والبنات يستعملونها ويشترونها ومن المعروف أن استخدام النساء للعطور خارج المنزل حرام فهل يقع علي وزر في إقامة مثل هذا المشروع واستيراد العطور من الخارج ونشرها في الأسواق؟وجزاكم الله خيرا على مجهودكم معنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الطيب من أمور الدنيا التي حببت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج أحمد والنسائي وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حبب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة. صححه الألباني.
واستعماله من الجمال الذي يحبه الله تعالى، ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنه، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس.
وبالتالي فبيعه جائز ولا حرج على بائعه، وإذا كان من النساء من تشتريه وتستخدمه عند خروجها من البيت ليشم الرجال رائحتها فالإثم عليها ولا إثم على البائع لأنه مباح شرعاً، لقوله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].
ولقوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر:38].
إلا أن يعلم أو يغلب على ظنه أن المشتري أو المشترية له ستستعمله على الوجه المحرم، أو كان الغالب على أهل البلد ذلك، فلا يجوز له البيع حينئذ، لأن ذلك من باب الإعانة على المعصية. وقد نص أهل العلم على حرمة بيع العنب لمن عُلم أنه سيعصره خمراً.. وهذا مثله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني