السؤال
لو سمحت أنا في قرية من مصر، وغالبا عندما أصلي في المسجد أجد أخطاء من الذي يصلي بجانبي، فمثلا إذا جاء والمصلون راكعون يكبر تكبيرة واحدة ثم يركع، ومن المفترض على حد علمي تكبيرتين الأولى للإحرام والأخرى للركوع، وأخطاء كثيرة غيرها، ولكنني غالبا لا أجرؤ على النصيحة، أو بمعنى أصح خجول جدا، وقليلا ما أنصح، وهذا جزء من شخصيتي ولا أستطيع التخلص من الخجل، وغالبا أنصح أصدقائي أو من لا أخجل منهم أو من أجد فيه قبولا، فهل علي إثم؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن من أدرك الإمام راكعا فإنه يجزئه أن يكبر تكبيرة واحدة للإحرام وهو قائم ويركع من غير تكبير، ولو كبر للركوع فهو أولى، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله: وتجزئ تكبيرة الإحرام عن تكبيرة الركوع لفعل زيد بن ثابت وابن عمر، ولا يعرف لهما مخالف من الصحابة، وإتيانه بهما أفضل خروجا من خلاف من أوجبه. انتهى، فإذا علمت هذا فاعلم كذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من آكد شعائر الدين، ولا يسوغ تركهما حياء أو خجلا، فإن الله أحق أن يستحيا منه من الناس، فعليك أن تجاهد نفسك وتحملها على الأمر بالمعروف إذا ترك، والنهي عن المنكر إذا فعل، وبالمجاهدة يتيسر عليك هذا الأمر ويزول عنك هذا الحياء المذموم، فقد قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، ولكن شرط ذلك أن تتحقق من صحة ما تدعو إليه فتكون على يقين من أن ما تنهى عنه منكر يستوجب النهي، وأما مع عدم العلم بالشرع فليس لك أن تأمر أو تنهى، ثم عليك أن تتحلى بآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مراعاة الأسلوب الحسن، والرفق بالمدعو، ومخاطبته بما يستميله ويستدعي استجابته، ومن الصبر على ما يلحقك من الأذى، كما قال لقمان لابنه وهو يعظه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {لقمان:17}.
والله أعلم.