الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يجب على من أخرت قضاء الصوم بلا عذر

السؤال

أنا سيدة عمري 37 سنة وكنت في فترة المراهقة لا أقضي أيام الصيام التي كنت أفطرها بسبب الدورة الشهرية بالإضافة إلى شهر كامل كنت حاملاً فيه غير الأيام التي كان يجبرني زوجي على الفطر بسبب الجماع نهار رمضان وأحيانا كان برضاي وأنا الآن نادمة على كل ما فات وحاولت أن أحسب هذه الأيام لقضائها ولكني وجدتها كثيرة فهل يجب علي القضاء أم دفع كفارة أم ماذا أعمل أفيدوني وجزاكم الله خيراً لأن هذه المشكلة ليست بي فقط وإنما بعض أخواتي وصديقاتي؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه يجب عليك المبادرة إلى التوبة والإكثار من الأعمال الصالحة بعد ما صدر منك من التفريط في حق الله تعالى بعدم قضاء ما وجب عليك قضاؤه من رمضان، ومن انتهاك حرمة رمضان بالجماع في نهاره.
فكل ذلك خطأ فاحش وغلط بين وذنب عظيم يجب على المسلم المبادرة إلى التوبة منه، قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
والمسلم إذا تاب من ذنبه وأخلص لله تعالى قَبل توبته وبدَّل سيئاته حسنات، قال تعالى: إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].
والواجب عليك الآن بعد التوبة هو قضاء ما أفطرت من رمضان بسبب الدورة الشهرية أو بسبب الحمل، ويجب عليك مع القضاء كفارة صغرى وهي إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي أفطرتها، وذلك لتأخير القضاء حتى دخل رمضان آخر.
أما الأيام التي حصل فيها الفطر بالجماع فقد سبق تفصيل الحكم فيها في الفتوى رقم:
19087.
وهذا الحكم يجري على كل من فعل هذا الفعل من أخواتك وصديقاتك، وننبهكن جميعاً إلى أنه لا يسقط عنكنَّ القضاء إلا عند العجز، فإن عجزتنَّ عن ذلك لزمكنَّ إطعام مسكين بدل كل يوم مع إخراج الكفارة السابق بيانها.
وننبهكنَّ إلى أن ما كان من الفطر في سن المراهقة قبل البلوغ فلا إثم ولا قضاء فيه، وما كان بعد البلوغ هو الذي ينطبق عليه ما سبق بيانه، والبلوغ للأنثى يحصل بواحد من أربعة أمور مبينة في الفتوى رقم: 10024.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني