الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ولاية الأب على ابنه البالغ الرشيد واطلاعه على خصوصياته

السؤال

هل يحق للأب أن يتدخل في خصوصية ابنه الراشد في السن، أو أن يفتش أغراضه، أو أن يمنعه من الخروج من المنزل، أو أن يعرف إلى أين يخرج إذا كان الابن يسكن في منزل أبيه وتحت رعايته؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر أهل العلم أن الابن البالغ الرشيد ليس لأبيه حضانة عليه، وأن له أن يستقل في مسكنه عن والديه؛ قال ابن قدامة في المغني: فأما البالغ الرشيد: فلا حضانة عليه، وإليه الخيرة في الإقامة عند من شاء من أبويه، فإن كان رجلًا، فله الانفراد بنفسه؛ لاستغنائه عنهما، ويستحب أن لا ينفرد عنهما، ولا يقطع بره عنهما. اهـ.

إذن فللابن البالغ الرشيد شخصيته؛ فليس للأب التدخل في خصوصياته، أو تفتيش أغراضه، ونحو ذلك، إن لم تدع لذلك مصلحة شرعية؛ قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: الذكر من سبع سنين حتى الرشد يكون عند من اختار، وبعد الرشد فإنه يملك نفسه فلا سيطرة لأحد عليه، لا أبوه ولا غيره، لكن مع ذلك إذا خيف عليه من الفساد يجب أن تُجعل الرعاية لأبيه، والذي يجعلها للأب هو الحاكم الشرعي، لكن الأصل أن الأب لا يلزمه بالبقاء عنده إن كان بالغًا رشيدًا. اهـ.

والمظنون بالأب الشفقة على ابنه، والحرص على مصلحته، وإبعاد الضرر عنه؛ فليحسن الابن الظن بأبيه، ويعمل على بره، وتطييب خاطره ما وجد إلى ذلك سبيلًا، وفي المقابل ننصح الأب بأن يحسن الظن بابنه، ويعمل على حسن تربيته بعيدًا عن التخوين.

ونوصي في هذا المجال بالاستفادة من قسم الاستشارات بموقعنا، وعنوانه:

http://consult.islamweb.net/consult/index.php

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني