السؤال
في إحدى المرات هُيّئ لي أنني قلت: "هذا الشيء عليه نذر". وكان الأمر مجرد شكّ، ولم أكن أعلم وقتها أن الشك في النذر لا يعتد به، وظنًّا مني أنني وقعت في النذر، كررت هذه الصيغة بعد ذلك بصوت عالٍ، على سبيل الحكاية لنفسي أو على سبيل التجربة؛ لأرى إن كانت هذه الصيغة صيغة نذر أم لا، ولم أكن أقصد إنشاء النذر، عندما كررت هذه الصيغة في المرة الثانية بصوت عالٍ، ولم أكن أقصد القربة، ولا الطاعة في المرة الثانية، بل كنت فقط أحاور نفسي، على سبيل التجربة؛ لأرى إن كنت وقعت في النذر أم لا، مع التأكيد على أنني لم أكن هازلًا ولا لاعبًا، فهل أنا بذلك وقعت في النذر دون أن أقصد؟
أنا لا أتحدث عن المرة الأولى التي هُيّئ لي فيها أنني تلفظت بصيغة نذر، لأنني أعلم أن الشك في النذر لا يعتد به، إنما أتحدث عن المرة الثانية التي كررت فيها هذه الصيغة بصوت عالٍ، على سبيل الحوار مع نفسي، أو على سبيل الحكاية مع النفس، لأرى إن كنت أصلًا تلفظت بهذه الصيغة أم لا.
باختصار: هل حكاية النذر، إذا كانت مع النفس وبصوت عالٍ، على سبيل التجربة، دون قصد إنشاء، ودون قصد القربة ولا الطاعة، تجعل النذر واجبًا حتى ولو لم يكن مقصودًا؟ علمًا بأنني لم أكن هازلًا ولا لاعبًا.