الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لمس الخطيبة والتصور معها

السؤال

سيتم عقد قِراني قريبًا، فهل يجوز أن نقوم بجلسة التصوير، أو ما يطلق عليه: "Photo session" ـ والتي سيكون فيها لمس، أو مسك لخطيبتي قبل عقد القران بساعة، أو ساعتين؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البدء: نسأل الله عز وجل أن ييسر لك تمام الزواج، ويبارك لك في زوجتك، ويحقق لك معها السعادة، ويهبكما ذرية صالحة، تكون ذخرًا لكما في الدنيا والآخرة.

ومخطوبتك أجنبية عنك، حتى يعقد لك عليها العقد الشرعي، فيحرم عليك لمسها، فلمس الأجنبية لا يجوز، بل هو نوع من الزنا، كما ثبت في حديث الصحيحين ـ واللفظ لمسلم ـ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقيًّا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازًا بالنظر الحرام، أو الاستماع إلى الزنا، وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده، أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر، أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية، ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب، فكل هذا أنواع من الزنا المجازي.... اهـ.

والتصوير الفوتوغرافي في حكمه خلاف كبير بين المعاصرين، والقول بمنعه قول قوي، وتصوير النساء خاصة ـ لغير ضرورة، أو حاجة ـ بلاء وبيل، وشر عظيم، قد تترتب عليه كثير من المفاسد، ولا سيما إذا أمكن اطلاع أجنبي عليها، فالواجب الحذر منه، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 311143.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني