الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيارة الرجال للمرأة وضابطه الشرعي.

السؤال

ماذا كان يقرب النبي صلى الله عليه وسلم لأم حرام زوجة عبادة بن الصامت رضي الله عنهما، لكي يدخل عليها ويضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجرها، في الحديث الذي رواه مالك عن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن رسول الله كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يومًا فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله، ثم استيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟..." إلى آخر الحديث. ولزيارته صلى الله عليه وسلم لأم هانئ، ولزيارة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لها بعد مماته صلى الله عليه وسلم، وهل يجوز لأي أحد أن يزور أي امرأة لا قرابة بينهما؟ أزيلوا يرحمكم الله هذا الالتباس وهذه الشبهة من عندي وعند غيري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ذكر الإمام النووي عند شرحه لحديث في صحيح مسلم لفظه: كَانَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَدْخُلُ عَلَىَ أَحَدٍ مِنَ النّسَاءِ إِلاّ عَلَىَ أَزْوَاجِهِ. إِلاّ أُمّ سُلَيْمٍ. فَإِنّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنّي أَرْحَمُهَا. قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي. ، فقد قال عقبة : قد قدمنا في كتاب الجهاد عند ذكر أم حرام أخت أم سليم أنهما كانتا خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين، إما من الرضاع وإما من النسب فتحل له الخلوة بهما. اهـ، وبهذا يتبين المقصود. وأما حديث أم أيمن ، ودخول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلى بيتها، فقد استخلص منه العلماء جواز زيارة جماعة من الرجال للمرأة الصالحة وسماع كلامها. أفاد ذلك النووي في شرحه على مسلم. فعلى هذا فلا حرج في زيارة الرجل للمرأة إذا كان يصحبه رجل آخر أو أكثر، ولا شك أن هذا مقيد بأمن الفتنة وانتفاء الشبهة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني