السؤال
أنا فتاة في الثلاثين من عمري، أدرس في إحدى البلدان الآسيوية، وأذهب إلى مكتبة الجامعة للمذاكرة، والمكتبة تبعد عن السكن حوالي نصف ساعة، ولا أستطيع الذهاب للصلاة؛ لأن لي وقتا محددا إذا خرجت من المكتبة أعود فيه حيث مقعدي المحجوز، وكذلك ليس هناك جوامع للصلاة، وليس هناك مكان للصلاة في المكتبة كذلك، أريد أن أحافظ على الصلاة في أوقاتها، والمذاكرة في المكتبة في الوقت ذاته.
وأحمد الله أنا بصحة جيدة حيث قرأت أنه يمكن لمن بصحة غير جيدة الجلوس قاعدا.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تحافظي على الصلاة قدر استطاعتك، فاذهبي لتلك المكتبة في وقت يتسع لفعل الصلاة بحيث تذهبين بعد الظهر مثلا، ثم تمكثين ما شاء الله أن تمكثي، ثم ترجعين إلى بيتك قبل خروج وقت العصر، وكذا يمكنك أن تخرجي متوضئة وتصلي في أقرب مكان يمكنك الصلاة فيه من المكتبة، ولو في غير مسجد، فإن الأرض كلها قد جعلت لهذه الأمة مسجدا.
والحاصل أنك أبصر بالطريقة التي تمكنك من المذاكرة في هذا المكان، مع الحفاظ على الصلاة في وقتها. فإياك ثم إياك من تضييع الصلاة، وإخراجها عن وقتها، فإنه إثم عظيم وذنب جسيم. وانظري الفتوى رقم: 130853.
ولو استدعى الأمر ألا تذهبي لتلك المكتبة، وكان يمكنك المذاكرة في بيتك، وكان ذهابك إليها يفوت عليك الصلاة، فإن الصلاة أولى ما حرص عليه المسلم، فإن كنت محتاجة حاجة شديدة للذهاب لتلك المكتبة، وتعذر عليك تعذرا تاما أن تجدي موضعا تصلين فيه، فنرجو أن يكون لك رخصة في الجمع بين الصلاتين للحاجة على ما بيناه في الفتوى رقم: 142323.
والله أعلم.