الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة الخلوة والتقبيل وما شابه بين الأجنبيين

السؤال

أنا رجل مسلم. كنت في مهمة في فرنسا، ثم عدت إلى وطني. والتقيت بصديقة لي بعد اشتياق طويل. عزيزتي ورفيقتي، التي بلغت المحبة بيني وبينها مبلغا كبيرا.
وبعد لقاء حميم، اصطحبتها إلى بيتي، وأمضينا وقتا ممتعا. ثم قضينا ليلة سعيدة من الحب والحنان، ونحن نائمان في حضن بعضنا البعض. (علما أننا عزبان. ولم نقرب شيئا من الزنا -حاش لله- ولا أي محرم آخر في القرآن دستور البشرية الوحيد. وكانت ساترة جسمها على النحو الشرعي أثناء نومنا).
المشكلة هي أن أخاها وبدون سبب، تبدل حاله من جهتي ومن جهتها. فصار لا يرد علي السلام، ولقد بدت منه كراهية تجاهي دون أن أظلمه بشيء. وكل ما يفعله مخالف لتعاليم الله صراحة.
فما هي النصيحة التي يقدمها له مفتون محنكون أمثالكم؛ ليعود إلى رشده؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسؤالك مستنكر، غير مستقيم، فأنت تذكر أفعالك المحرمة المنكرة، ولا تسأل عن كيفية التوبة منها، وكأنها أفعال مباحة سائغة، ثم تسأل عن مسألة أخرى تستنكرها، مع أنّها غير مستنكرة.

فإن كان هجر الأخ لكما بسبب ما وقع بينك وبين أخته من الحرام، فهجره سائغ، أمّا استرسالك في الحديث عن تلك العلاقة المحرمة على هذا النحو، فهو غير سائغ، ولا ندري سبب هذا الخلل، أهو الاستخفاف واللامبالاة بالذنب، أم هو الجهل المطبق، أم هو الاستخفاف بعقولنا؟!
وعلى أية حال، فنصيحتنا لك أن تعود إلى رشدك، وترجع إلى الصواب، وتقف عند حدود الله، وتقطع علاقتك بتلك المرأة، وتتوب إلى الله مما وقعت فيه من المحرمات، فلا ريب في تحريم الخلوة بالأجنبية، فضلاً عما ذكرت من الأحضان ونحوها، مما لا يشك عاقل في تحريمه واستهجانه شرعاً وفطرة، فهل ترضى لأختك مثل ذلك؟
وراجع الفتوى رقم: 125515.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني