الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محادثة المرأة للرجل من خلال غرف الدردشة من خطوات الشيطان

السؤال

عندي سؤال -جزاكم الله خيرا- ضميري ليل نهار يؤنبني، أنا مخطوبة ومحجوزة لشخص، تمت الرؤية -ولله الحمد- والموافقة، والقدمة قريبا للاتفاق على موعد الزواج والملكة والمهر وما الى ذلك، أنا أحادث شبابا في موقع شات، ويشهد الله المحادثات جدا جدا جدا أكثر من عادية، وأعرف أنه شيء غلط ولا يجوز، ولكن سؤالي: هل الذي أفعله خيانة لخطيبي؟ علما أنه للآن لم يتم شيء، فقط اتفاق وأجرينا تحاليل الزواج، ولكن لم نكتب الكتاب، ولم يتقدم للآن، ولكن أكيد سيتقدم، وأنا أعلم بأني مخطئة، وفي بالي التوبة، ولكن هل أنا خائنة في هذه الحالة؟ وأنا جدا مستحية من نفسي.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمحادثة المرأة للرجل من خلال غرف الدردشة أمر منكر، ففي هذا التصرف خيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:{ لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ }: بترك سنته وارتكاب معصيته. اهـ

ويكفي أن يكون هذا زاجرا لك عن هذا الفعل، لا أن يكون همك السؤال عما إن كان هذا خيانة للخاطب أم لا، وهو لا يزال أجنبيا عنك، فليس بينك وبينه عصمة حتى يتعلق بك حق عليه.

فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة، وترك هذه الدردشة، وإلا فقد يجر التساهل فيها إلى أمور لا تحمد عقباها.

وراجعي شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450.

وننبه في الختام إلى أهمية ضبط المصطلحات، فوصف قيام المخطوبة بمحادثة الأجانب ونحو ذلك بالخيانة للخاطب وصف غير سائغ، فقد يوهم أن هذه الأفعال المحرمة إنما تستبشع من حيث كونها خيانة للخاطب، وذلك مفهوم مخالف للشرع، وانظري الفتوى رقم: 15726.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني