السؤال
أعاني من «وسواس النذر»، وقد أُصبتُ بهذا الابتلاء إثر قراءتي لفتاوى مفادها أن النذر يقع لو تلفظ به الشخص، حتى ولو لم تكن هناك نيَّة، كنذر الهازل واللاعب.
فبعد قراءتي لهذه الفتاوى، أصبح ذهني منشغلاً بهذه المسألة، وباتت تأتيني في ذهني عبارات تتعلق بالنذر، وأنا أصلاً لا أريد النذر.
هذه الحالة أصبحت تعتريني بسبب الفتاوى التي قرأتها، رغم أنني قبلها لم يكن يخطر على بالي موضوع النذر أصلاً. وأصبحتُ أشعر بالقلق، بسبب هذه الفتاوى، ودخلتُ في دوامة يعلم الله مداها.
وسؤالي مكوَّن من شقين: أولاً: أثناء بحثي عن حلول، وجدتُ أن هذه الفتاوى اعتمدت في المقام الأول على حديث: "ثلاث جدُّهن جدٌ وهزلهُنَّ جدٌ: النكاح، والطلاق، والرجعة". ووجدتُ أن هذا الحديث أصلاً مختلف في صحته. وبالنسبة للنذر، لم أجد سوى بعض الآثار المنسوبة للصحابة، وتحديدًا عمر بن الخطاب، وعليّ بن أبي طالب، ومن المعلوم أن قول الصحابي ليس بحجة، كما أن الحديث المروي عن النبي لم يتحدث أصلاً عن النذر، فضلاً عن أن كلَّ هذا يتعارض مع الحديث المحوريّ الذي ينص صراحة على أن الأعمال بالنيَّات. فكيف يُعدل عن هذا الحديث، الذي ينبني عليه الفقه الإسلامي، لصالح حديث وآثار مختلف في صحتها؟!
ثانيًا: وهو الأهم ليّ في هذا السؤال: ماذا لو أن شخصًا تلفظ بلفظ النذر قاصدًا إياه، بسبب كثرة التفكير في مسألة النذر، ولم تكن لديه أيُّ نيَّة، ولم يكن هازلاً أو لاعبًا.
فهل لا يزال ينطبق عليه وصف «نذر الهازل»؟! فهو ليس بهازل ولا بلاعب، ولكن بسبب انشغال ذهنه بهذه المسألة، تلفظ بلفظ النذر دون نيَّة.
باختصار: إذا تلفظ الشخص بلفظ النذر، دون نيَّة، وفي الوقت نفسه لم يكن هازلاً أو لاعبًا، هل يقع نذره في هذه الحالة؟
وهل ينطبق عليه وصف: «نذر الهازل»، رغم أنه ليس بهازل ولا بلاعب، وليست لديه أيُّ نيَّة، بل مجرد خواطر وأفكار عابرة، لم تصل إلى نيَّة حقيقية؟!