السؤال
أنا ساكن في قرية، وليس فيها إلا مسجد واحد، والإمام من بلد بعيد عنا، لا يحضر إلا في صلاة الجمعة، وأنا -الحمد لله- حافظ من القرآن، وأعرف كثيرًا من أحكام التجويد، ولا أحد يؤم الناس غير عدة أشخاص من قرية قريبة منا عندما يشهدون الصلاة عندنا.
وبالنسبة لقريتنا فقليل من يحفظ من القرآن، ولا يحضر الصلاة إلا قليل، والمؤذن حافظ بضع سور، ويخطئ في نطق بعض الحروف، فأنا أتقدم للإمامة إذا لم أجد أحدًا، وعرفت من بعض الناس أن بعضهم لا يحب إمامتي؛ لأني أطيل الصلاة، فأصبحت أخفف، ولكنهم ما زالوا يتأففون من صلاتي بهم، ويوجد آخرون يحبون إمامتي بهم، فأنا أحسّ بالذنب، وأعلم أن الإمام المكروه له عذاب شديد، وللعلم أني تقدمت مرة للإمامة ومنعني المؤذن، وصلى هو وقرأ وأخطأ، وأحيانًا أحس أنه متضايق مني، ويتكلم معي بأسلوب غير لائق، وأفكر ألا أدخل المسجد إلا بعد إقامة الصلاة، لكني أعرف أن من يدخل المسجد أولًا أجره أكبر ممن يدخل ثانيًا، وهكذا، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالسنة أن يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كنت أقرأ الجماعة، فالسنة أن تؤمهم أنت، وإن كان بعضهم يكرهك بغير حق، أو كان الكاره لك قليلًا من الجماعة من غير ذوي الفضل منهم، فلا يضر ذلك، ولا يؤثر في صلاتك، ولا يحكم بالكراهة إذن، وانظر الفتوى رقم: 225889، ورقم: 134068، فننصحك ألا تتأخر عن الصلاة، وأن تتكلم مع الكارهين لإمامتك بلين ورفق؛ لتنظر أسباب كراهتهم لذلك، ثم تعالجها؛ جمعًا بين المصالح.
ولو تركت الإمامة تأليفًا لقلوبهم، ودفعًا للمفسدة، فلا حرج، بشرط أن يكون من يصلي بالناس يحسن القراءة، ولا يلحن في الفاتحة لحنًا يحيل المعنى، وانظر الفتوى رقم: 113626.
ولا وجه لتأخرك عن الصلاة إذ يسعك أن تحضر قبل الإقامة وترفض التقدم للإمامة، إن علمت أن في تقدمك مفسدة.
أما سؤالك الثاني: فنرجو إعادة إرساله بشكل مستقل؛ لأن المقرر عندنا الإجابة عن سؤال واحد من الأسئلة المتعددة، كما هو منبه عليه في صفحة إدخال السؤال.
والله أعلم.