الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أهله خطبة من يرغب بها قبل وبعد الاستخارة

السؤال

تقدم لخطبتي شاب درس في جامعتي، وهو شاب ذو خلق وعلم ودين. أهله رفضوا بدون سبب، مع أنهم سألوا عني، ولم يجدوا شيئا يعيبني. وهذا قبل صلاة الاستخارة، وبعد الصلاة أيضا لم يتغير موقفهم، ورفضوا بدون سبب واضح. مع أن الشاب متمسك بي جدا، وأنا كذلك. حتى بعد صلاة الاستخارة إحساسي لم يتغير من جهته وهو كذلك. لم أعرف الحل، وهل هذا ناتج عن صلاة الاستخارة؟ مع أنه في دعاء الاستخارة يقال: إن كان شرا لي فاصرفه عني، واصرفني عنه، ثم أرضني به. فأرجو الرد من فضلكم في أقرب وقت.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحقيقة الاستخارة أنها تفويض الأمر إلى الله عز وجل؛ ليختار لعبده ما هو أصلح له، ولذلك من أعظم علاماتها التوفيق إلى تحقق الشيء من عدمه، وهو هنا الزواج. ولا يعول فيها على انشراح الصدر وحده، خاصة إذا وافق ذلك الانشراح هوى سابقا للمستخير، وانظري الفتوى رقم: 123457. ولا بأس بأن تكرر الاستخارة، وأن يحاول هذا الشاب إقناع أهله، والاستعانة بالله سبحانه، ثم بالفضلاء من الناس ليحاولوا إقناعهم، وراجعي في تكرار الاستخارة الفتوى رقم: 139649.

وفي نهاية المطاف إن اقتنع أهله فبها ونعمت، وإلا فلا تتبعيه نفسك، ودعيه، وابحثي عن غيره، فقد يكون الخير في الزواج من غيره، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

والمرأة يجوز لها شرعا البحث عن الأزواج، أو عرض نفسها على من ترغب في زواجه منها، على أن يكون ذلك بالضوابط الشرعية، كما بينا في الفتوى رقم: 18430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني