الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات لمن لا تجد ارتياحا تجاه خطيبها

السؤال

أود عرض مشكلتي التي احترت فيها كثيرا. تقدم لخطبتي قريبي منذ عامين، ولم أشعر بقبول من البداية، صليت استخارة سبع مرات، ولكن لم أشعر بأي شيء غير أني كنت عندما أراه أشعر بأنني لا أقبله، أو لا أستطيع النظر إليه، لا أعلم لماذا؟ أم هي مجرد رهبة فقط؟ ظل أهلي من البداية يحاولون إقناعي به، فهو حقا على خلق ومتدين، وحالته المادية جيدة، ولديه وظيفة، ويعاملني جيدا، ومتفهم، لا أعلم سبب الرفض تحديدا، فأهلي يرون بأن ما أقوله أشياء سطحية، غير أني وأنا أنظر إليه أشعر أنني لا أقبله، وعندما أنتظر هذه المدة كلها، فقبلت بعمل فاتحة في هذا العام. المشكلة أنه يحبني، وأخبرني أنه سعيد بخطبتي، وأنا أشعر بتأنيب الضمير تجاهه، فأنا أرد عليه بدون أن أشعر براحة في داخلي، فأحيانا أصل إلى أنني لا أريد الزواج حتى أرتاح، وأخشى أن أرفضه فلا أجد شخصا مناسبا، فقد تعبت بسبب ما أراه من حولي من حالات طلاق ومشاكل لا تنتهي، أنا في صراع شديد. أرجو مساعدتكم لي، فأنا نفسيا مدمرة، كثيرة الاصطدام مع أهلي، وأقول لهم إنهم السبب فيما أنا فيه، فأنتم تعلمون أنني لم أقبله في البداية، وظللتم تقنعوني به. وهو لا يأتي كثيرا، ولا يتكلم كثيرا، إنما نتواصل بالرسائل والكلام قليل، ومشغول في عمله أغلب الوقت.
آسفة على الإطالة. أرجو منكم مساعدتي، فقد تعبت حقا من كثرة التفكير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فههنا أمور نحب أن ننبهك إليها، وبمجموعها يتيسر لك بإذن الله اتخاذ القرار المناسب.

أولا: لا يشترط للاستخارة أن تري شيئا، ولا رؤيا معينة، بل إنك تستخيرين ثم تمضين في الأمر، فإن تيسر فهذه علامة كونه خيرا إن شاء الله.

ثانيا: الخاطب أجنبي عن المخطوبة، فليس له أن يتوسع في الحديث معها، ولا يكلمها إلا بقدر الحاجة.

ثالثا: الحب الحقيقي إنما ينشأ عن المعاشرة والمخالطة التامة، وأما ما قبل ذلك فإنما يضع الشخص صفات معينة يغلب على ظنه أن العشرة ستكون معها أفضل، وأن الحب سينشأ من خلالها، والصفات التي أمر الشرع بالتشوف إليها هي الدين والخلق، فإن كان هذا الشخص ذا دين وخلق، فإن معاشرتك له ومخالطتك إياه بعد الزواج ستجلب المحبة بغير شك.

رابعا: الذي ظهر لنا من كلامك أن هناك تحسنا لديك في استيعاب الأمر، وأن هذا بداية لتقبل هذا الشخص كزوج، ومن ثم فهدئي من نفسك، وأخرجي الأفكار السلبية من رأسك، وتعاملي مع الموضوع بصورة طبيعية بغير تشنج ولا دخول بأفكار مسبقة، وأعطي نفسك فرصة أكبر للتفكير، واتخاذ القرار الصحيح، مستعينة بمشورة ذوي الرأي من قرابتك.

خامسا: القرار قرارك أنت، فليس لأحد أن يفرض عليك شيئا، ولا تأثمين برفض هذا الشخص أو بفسخ الخطبة، ثم الرزق بيد الله، فإن بدا لك أن المصلحة في فسخ الخطبة، فهذا لا يضرك إن شاء الله، وما كتبه الله لك فستدركينه ولا بد، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب، ونمعن في التفكير، ونكرر الاستخارة والاستشارة للوصول إلى القرار الصائب.

سادسا: اجتهدي في الدعاء بأن ييسر الله لك الخير، ويهديك لأرشد أمرك، فإن في الدعاء خيرا كثيرا، ولا يستأهل الأمر كل هذا الاضطراب، فبالاستعانة بالله واللجوء إليه تتيسر الأمور، وتنحل العقد بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني