الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يشك في نسبته لأبيه فماذا يفعل؟

السؤال

شخص عرف أن الذي يحمل اسمه ليس أباه، وأن هناك أشخاصا أيضا أشاعوا هذا الخبر، وأن أباه الحقيقي فلان وشبة طبعا من الزنا واضح للكل ماذا يفعل؟ وكذلك هناك حديث "لا ترغبوهم عن آبائهم" أرجوتوضيح الوضع، وكيف يبرر هذا لإخوته وللمجتمع؟ وماذا يفعل بهذا العار وبنفسه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن هذا الشخص منسوب إلى الرجل الذي ولد على فراشه، لقوله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر. وهؤلاء الأشخاص الذين أشاعوا نسبته إلى غير من ولد على فراشه، يعتبر ما قاموا به قذفا، ويحق له ولأمه وللرجل الذي نسبوه له أن يثبتوا هذا القذف حتى يقام الحد على هؤلاء القاذفين، وحد القذف هو ثمانون جلدة. قال تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4]. وعلى هذا الشخص أن لا يلتفت إلى ما يتداوله الناس بينهم من الأحاديث، فإنه لا سبيل إلى السلامة من ألسنتهم، إضافة إلى أن الطعن في الأنساب من المسائل الباقية في هذه الأمة من أمور الجاهلية. ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونها: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. كما لا ينبغي أن يستسلم للأوهام وما يوسوسه الشيطان، بل ليكن على ثقة من نسبته إلى أبيه كباقي إخوته. وهناك وسيلة مهمة لحفظ كرامته في المجتمع، وهي: أن كل من أراد النيل من عِرض أمه أو ينسبه إلى غير أبيه، يحق له أن يرفع دعوى ضده بالقذف، حتى ينال جزاءه. ومن الأهمية بمكان: تنبيه هذا الشخص على أن كل من أراد التخلص من همومه وغمومه، فليتق الله تعالى، فإن من اتقاه كفاه ما أهمه من أمور دنياه وآخرته. أما قولك: لا ترغبوهم عن آبائهم، فلم نعثر على كونه حديثا، ولعلك تقصد الآية الكريمة: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب: 5]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني