الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكليم الله لموسى تفضيل له بهذه الخصوصية

السؤال

لماذا كلم الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى اصطفى موسى عليه السلام بأن كلمه تكليما، كما قال عز وجل: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي [الأعراف: 144]. وهذه خصوصية ليست لغيره، كما قال تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ... وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً [النساء: 163- 164]. فقد فرق الله سبحانه بين إيحائه إلى موسى وغيره وتكليمه لموسى، وهذا دليل على أن التكليم الذي حصل له أخص من مطلق الوحي الذي لغيره. وتكليم الله لموسى تفضيل له بهذه الخصوصية، والله تعالى يفضل بعض الأنبياء على بعض، كما قال عز وجل: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ [البقرة: 253]. وله في ذلك الحكمة البالغة، وهو لا يسأل لماذا فضلت هذا على هذا. قال تعالى: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الانبياء:23]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني