الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير الصلاة إلى آخر الوقت لمساعدة مريض الوسواس على أداء عباداته

السؤال

زوجتي تعاني من الوسواس القهري، وخاصة عند أداء الصلاة، والوضوء، وقراءة القرآن، والدعاء، وحاولنا بكافة الطرق علاج الوسواس دينيًّا وطبيًّا، لكن للأسف بلا فائدة، بل يزداد كل فترة، وأنا دائمًا أصلي معها، وأساعدها في الوضوء، ولكن الإشكال أنني أتأخر في أداء الصلاة إلى آخر الوقت، فمثلًا أصلي المغرب قبل أذان العشاء بدقائق بسيطة؛ بسبب عدم استطاعة زوجتي الوضوء في وقت معتدل، فهل أعتبر مخطئًا في تأخير الصلاة أم لا؛ لأني أساعد زوجتي؟
علمًا إني إن لم أساعدها فقد تفوتها الصلاة، أو تصلي وتتوضأ في مدة تتجاوز الأربعين دقيقة، فهل يجوز لي معاونتها على الصلاة حتى لو كان يسبب لي تأخير الصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لزوجتك الشفاء، والعافية، ونرجو لها مزيد الأجر بصبرها، ولك مزيد الأجر بمعاونتها، ثم اعلم أنه يجوز إيقاع الصلاة في أي جزء من أجزاء وقتها، ولا يأثم الشخص بذلك، وانظر الفتوى: 136972.

وعليه؛ فلا إثم عليك في تأخير الصلاة إلى قريب من آخر الوقت ما دمت لا تخرجها عن وقتها.

ولا حرج عليك في أداء الصلاة جماعة مع زوجتك في البيت ما دامت محتاجة لك، وقد رخص أهل العلم لمن عنده مريض يحتاجه أن يتخلف عن الجماعة، والجمعة، وانظر الفتاوى: 45877 - 261616 - 58014.

ويمكنك إن أردت تحصيل فضيلة الجماعة في المسجد أن تصلي فيه في أول الوقت، ثم ترجع فتعين زوجتك على عبادتها.

وإذا لم تفعل، واقتصرت على الصلاة معها في البيت، فلا إثم عليك -إن شاء الله-.

وعليها أن تستمر في مدافعة الوساوس، مستعينة بالله تعالى، متوكلة عليه، ولتثق أنها بالتوكل على الله، والاستعانة به، ومجاهدة النفس، ستعان، وتوفق للتخلص منها -بإذن الله تعالى-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني