السؤال
تمت خطبتي منذ سنوات بموافقة والديّ، مع العلم أن شكل الشاب لم يعجب والدتي، وبعد الخطبة بأيام قليلة، تدخل ناس من أسرتي، وأقنعوا والدتي بفسخ الخطبة بسبب شكل الشاب.
واستمعت إلى والدتي مع أن الشاب كان يعجبني، وبيننا توافق، والأهم أنه على خلق ودين. وأنا إلى الآن لا أسامح كل من تدخل وأفسد زواجي، وأدعو الله أن يجازيهم على ما فعلوه بي.
أنا أعلم أن هذا من قضاء الله وقدره، ولكن أتحدث إلى نفسي دائما أن هذا بسبب كل من تدخل، حيث لو لم يتحدثوا إلى والدتي لتمت الخطبة والزواج.
أنا لا أريد أن يكون تفكيري هذا يبعدني عن الإيمان بالقضاء والقدر، ولكن دائما ألقي اللوم على أسرتي ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به ألا تتحسري على ما فات، ولا تشغلي نفسك بالدعاء على من تسبب في فسخ الخطبة، فهذا إن لم يضرك، فلن ينفعك الآن، ولكن الذي ينفعك هو أن توقني بأنّ قضاء الله كله خير.
واعلمي أنّ الله قد يصرف عنك شيئا عاجلاً، ويدخر لك خيرا منه، فهو سبحانه أعلم بمصالح العبد من نفسه، وأرحم به من أبيه وأمه، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].
قال ابن القيم -رحمه الله- : والعبد لجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه، وحكمته، ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه، وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل، وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل، وإن كان عليًّا. اهـ
وعليك أن تأخذي بالأسباب المباحة في المستقبل، فإذا تقدم إليك خاطب، وقبلت به، فحاولي أن لا يفسخ أحد خطبتك لغير مسوّغ شرعي.
واعلمي أنّه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على من ترى فيه الصلاح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى:108281.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.