الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مارست العادة السرية جاهلة بحرمتها وتخشى أن تكون البكارة قد تمزقت

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 17، أعاني الكثير من وسواس البكارة، والخوف بلا سبب، وكنت أمارس العادة السرية لمدة سنتين، وتركتها بعدما عرفت أنها حرام، وكنت أجهل شيئا اسمه غشاء البكارة، ولم أكن أعرف شيئا عنه أبدا، وأدخلت أصبعي، ولكن لم أشعر أنني لامست شيئا، أو قمت بردة فعل، ولم ينزل شيء، وأقلعت عن هذا كله. مع العلم أني أصلي الصلاة على وقتها، وأقوم الليل كل يوم، وأدعو ربي بالستر والمغفرة، وقد تبت من العادة السيئة، ومع ذلك أعاني حالة اكتئاب ووسواس فجأة وبلا سبب، كيف أتخلص منه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالاستمناء محرم، وله أضراره الكثيرة كما سبق وأن بينا في الفتوى: 7170. والمعاصي قد تكون سببا في البلاء، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وقد أحسنت بتركك لهذه العادة السيئة بعد أن علمت بحرمتها، وليكن ذلك على سبيل التوبة النصوح المستوفية شروطها وهي مبينة في الفتوى: 5450.

وما كان لك أن تستجيبي للوساوس، وتقومي بما قمت به من أفعال لا تجوز، وانظري الفتوى: 46819. وهو فعل قد يعزز الوساوس في النفس، والإعراض عنها خير وسيلة لعلاجها.

ومن وسائل العلاج أيضا الإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن. وتراجع الفتوى: 3086.

وإن رأيت مراجعة اختصاصية في علم النفس، فاختاري ثقة، وذات خبرة.

وننبه في الختام إلى أنه على افتراض زوال غشاء البكارة، وقدر أن اطلع الزوج على زوالها، فأخبريه بأنك لم تفعلي الزنا، وأن زوال غشاء البكارة أسبابه كثيرة.

قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: زوال البكارة من المرأة، لا يعني أنها كانت فاسدة؛ إذ قد يكون زوال بكارتها لسبب غير الجماع، كعادتها هي، أو سقوطها، أو قفزتها، أو ما أشبه ذلك، وليس معنى ذلك أنني أفتح بابًا للفتيات بالعبث، ولكنني أريد أن أزيل شبهة تقع للزوج في مثل هذه الحال. اهـ.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الزواج، وإن لم تكوني مخطوبة، فلا حرج عليك في البحث عن رجل صالح للزواج منك، ولا تترددي، ولا تصدنك الوساوس، وراجعي الفتوى: 18430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني