السؤال
كنت من المواظبين على الصلاة دائماً في وقتها، والسنن الرواتب، والقرآن، وكل شيء. ولا أعرف ما الذي جرى لي حتى انقلبت رأسًا على عقب! أصبحت لا أصلي الصلوات في وقتها، وحين أعود ليلاً وأكون متعبًا، لا أقضي الصلوات الفائتة، وأنام دون أن أصلي، والقرآن كنت أقرأ كل يوم جزءًا مع الأذكار.
وعزة الله، أعرف أن هذا غلط، لكن كلما أنوي أن أعيد حياتي إلى مسارها، أفشل!
ساعدوني، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك -أيها الأخ الكريم- أن تعود سيرتك الأولى من الحفاظ على الفرائض، والاجتهاد في فعل النوافل، واعلم أن تضييع الصلاة المفروضة من أخطر الآثام وأشنع الذنوب، وانظر الفتوى: 130853، ويعينك على الرجوع إلى ما كنت عليه، أن تستحضر خطورة تضييع الصلاة، وأن صاحب هذا الذنب يعرض نفسه لعقوبة الله العاجلة والآجلة، ويعينك على هذا أيضًا المجاهدة الصادقة، وأن تحمل على نفسك حملة جادة، وتصدق في التوجه بكليتك إلى الله تعالى، والمجاهد الصادق لا يخيب قط، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
ويعينك على هذا أيضًا: أن تكثر التفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، وأن تعلم أن كل ما تضيع الصلاة لأجله من المتاع الزائل، ليس بنافعك، ولا مغن عنك شيئًا.
ويعينك على هذا أيضًا: أن تتوجه بإخلاص وصدق إلى الله تعالى، وتجتهد في دعائه، والابتهال إليه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء، ومن يهده سبحانه، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، فسله الهداية والتثبيت على الحق، فإن الهدى هدى الله.
ويعينك على هذا أيضًا: أن تصحب أهل الخير والصلاح، ومن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، ممن يذكرونك إذا نسيت، وينبهونك إذا غفلت، وتترك صحبة اللعابين والبطالين، ممن لا همَّ لهم إلا العاجلة وزينتها الزائلة. نسأل الله أن يأخذ بيدك وناصيتك إليه.
والله أعلم.