السؤال
هل أنا ديوث إذا رأيت أفرادا من عائلتي -من بعيد- الفتيات يتكلمن مع رجال أجانب، مع أنني لا أملك السلطة عليهن؟
هل أنا ديوث إذا رأيت أفرادا من عائلتي -من بعيد- الفتيات يتكلمن مع رجال أجانب، مع أنني لا أملك السلطة عليهن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا تعريف الديوث، وأنه الذي لا يغار على الأهل والمحارم، فراجع الفتوى: 56653.
فإن وجدت منك هذه الغيرة، فلست بديوث، ولكن هنالك جانب آخر، وهو الذي أشرت إليه بأنك لا تملك سلطة عليهن.
ونعني بهذا الجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فإنه الذي يتعلق به أمر الاستطاعة، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا؛ فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
وهو فرض كفاية، ويتعين على من لم ير المنكر غيره.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين. وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف، ثم إنه قد يتعين، كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو. اهـ.
والإنكار باليد يكون ممن له سلطان عليهن كوليهن مثلا، وأما الإنكار باللسان، فواجب على كل من استطاعه، فمن لم يستطع ينكر بقلبه، وهو أضعف الإيمان، ويكون بكره المنكر ومفارقة أهله، وانظر للمزيد، الفتوى: 301594.
ولمزيد من الفائدة حول محادثة الأجنبية، تراجع الفتوى:78561.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني