السؤال
لدي مشكلة في المواظبة على الصلاة، حيث إنني لم أكن أفهم طريقة الصلاة بشكل جيد، وأعاني من صعوبة في الكلام، وبعد أن فهمت ذلك، بدأت الصلاة كل يوم، لكن المشكلة أنني أعاني من السحر، وهذا سبب لي صعوبة في أداء صلاتي، وكأن شيئًا بداخلي يمنعني من ذلك، فأجبر نفسي على الصلاة، رغم علمي بحكم تارك الصلاة، وبما يترتب عليه من عقوبة من الله تعالى، ولكني لا أستطيع الالتزام بالصلاة، رغم أنني حاولت مرارًا وتكرارًا الالتزام بالصلاة، لكن لا جدوى، فماذا عليّ فعله؟ وكيف ألتزم بالصلاة ولا أتركها؟ وشكرًا جزيلًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي -أيتها الأخت- أن الشيطان حريص على إضلال العبد وإفساده، وإيقاعه في المهالك، فالواجب عليك أن تعلمي أن الذي أمرك بالصلاة هو الله الذي خلقك، ورزقك، وأعطاك الصحة والعافية، وفوق هذا كله أنعم عليك بنعمة الإيمان به، وهي أعظم نعمة ينعم الله بها على عباده، فلا تقابلي هذه النعم بالتقصير في حق الله.
ثم إنه من المهم أن تعلمي أن تحججك بالإصابة بالسحر، ليس حجة تبرر ترك الصلاة، بل على العكس من ذلك، فمن أهم الوقاية وأنجع العلاج من السحر: المواظبة على أداء الفرائض، والإكثار من الطاعات، والابتعاد عن المعاصي، والمحرمات، والإكثار من ذكر الله تعالى، والمحافظة على الأذكار المطلقة، والمقيدة، كأذكار الصباح والمساء.. وغيرها.
ثم اعلمي أنك لو قرأت في سير الصالحين من الصحابة، والتابعين، وغيرهم، لرأيتهم يحافظون على الصلاة، ويحزنون الحزن الشديد على فوات تكبيرة الإحرام، فضلًا عن فوات صلاة بأكملها، بل نقل عن سعيد بن المسيب -رحمه الله- أنه ما فاتته تكبيرة الإحرام أربعين سنة؛ فلتكن لك في أمثال هؤلاء الصالحين أسوة وقدوة حسنة.
وبالجملة؛ فإننا ننصحك بالتوبة إلى الله عز وجل، وبالالتزام بأداء الصلاة في وقتها، وإعادة تلك الصلوات التي فرّطت فيها من بلوغك، إن كنت تعلمين عددها.
وإلا صليت ما يغلب على الظن أن ذمتك تبرأ به. وانظري الفتوى: 191317.
وأكثري من الاستغفار؛ فإن الشخص ما يبتلى إلا بذنوبه -وقانا الله وإياك من شر الذنوب-.
والله أعلم.