السؤال
أنا فتاة ملتزمة، لا أترك فرضا، وأصلي بعض السنن، ومداومة على ذكر الله وشكره دائما. وأقوم بمشروعات خيرية لمساعدة الفقراء، وأتصدق شهريا. لكنني لست متحجبة بسبب الصعوبات التي قد أمر بها في بلد أوروبي، لكن بإذن الله سأتحجب بعد أن أحصل على وظيفة؛ لأنني مقتنعة تماما بذلك.
تمت خطبتي منذ حوالي أسبوعين، كان خطيبي مع صديقه في بيتنا بحضور عائلتي، واتصلنا مع والده ووالدته عن طريق الفيديو بسبب وجودهم في بلد آخر.
الشاب أيضا ذو أخلاق عالية، ويصلي، حينما تكلمنا مع والده، طلب يدي من والدي، وحدد المهر المقدم والمؤخر. وسألني عن قبولي بالزواج وعن قبول والدي، وأجبنا كلاما بالموافقة، وبعد ذلك قرأنا الفاتحة، وأشهرنا خبر خطبتي. فهل هذا يعتبر كتب كتاب؟
حاول خطيبي بعدها تقبيلي ونجح في ذلك، ودائما ما أشعر بتأنيب الضمير، حيث إنني وصلت إلى مرحلة نفسية سيئة، وأشعر دائما أنني مريضة؛ لأن الله لم يعد يحبني. وفي كل مرة يقوم بعناقي أو تقبيلي، تارةً لا أريد أن أغضب الله، وتارة أخرى لا أريد أن يحزن خطيبي.
سؤالي كالتالي: هل ما نفعله حرام؟ وإذا كان الجواب بنعم. فهل سيغفر الله لنا ويوفقنا سوياً بعد أن نكتب الكتاب عند شيخ؟
ثانيا: كيف يمكنني التخلص من وسواس المرض، حيث بدأت أفقد لذة الحياة في أيام يجب أن تكون أجمل أيام حياتي؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحجاب الذي يستر بدن المرأة، ويخفي زينتها عن الرجال، فريضة من الله تعالى، لا يسع المسلمة التهاون أو التسويف فيه. فشأن المسلم الانقياد والتسليم لأحكام الشرع، والمبادرة والمسارعة إليها، كما فعلت نساء المهاجرات حين علمن بالأمر بالحجاب، بادرن بالطاعة فوراً، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَى جُيُوبِهِنّ}[النور:31]. شققن مروطهن، فاختمرن بها. رواه البخاري.
مروطوهن: جمع مرط وهو الملاءة.
فالواجب عليك المبادرة بالحجاب، والتوبة مما سبق من التفريط فيه.
واعلمي أنّ الذي جرى بينكم وبين الخاطب ليس عقد زواج شرعي، ولكنّه خطبة، لا تبيح للخاطب شيئاً سوى النظر حتى يحصل القبول، فالخاطب أجنبي من المخطوبة، شأنه معها شأن الرجال الأجانب، فلا يجوز له الخلوة بها، ولا لمس بدنها، ولا الاسترسال في الكلام معها بغير حاجة، فضلاً عن تقبيلها وعناقها، فكل ذلك منكر ظاهر وإثم مبين، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته في الفتوى: 57291
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل مما وقع بينك وبين خطيبك، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب فوراً، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه أبدا.
واحرصي على تقديم رضا الله واجتناب سخطه، على رضا كل أحد غيره، واحذري من التهاون واتباع خطوات الشيطان. واستعيني بالله وتوكلي عليه.
وإذا صحّت التوبة، فلا يضرّك الذنب -إن شاء الله- فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وسوف تتخلصين -بإذن الله- من وساوس المرض، وتنعمين بالحياة الطيبة، فالتائب الصادق قريب من الله، حري بتوفيقه وإعانته.
والله أعلم.