السؤال
أنا أتبع المذهب المالكي.
حين أتوضأ تبدأ الغازات، وتأتي الريح (لو أردته لأخرجته، أي إنها ليست وساوس).
وأشعر بحركات مع صوت واضح جدا من الدبر؛ مما يضطرني إلى إعادة الوضوء أكثر من مرة، قد تصل إلى أكثر من 7 مرات.
في أغلب الأحيان (إذا لم يكن كلها) أكون متأكدا، أو شبه متأكد من عدم خروج الريح، رغم سماعي لصوت في داخل الدبر وليس البطن.
وفي بعض الأحيان عندما أشعر بالريح، أقوم بإخراجه حتى أكون متأكدا من انتقاض الوضوء، علما أنني لست مريضا، ولا توجد أي غازات، أو أصوات خارج وقت الصلاة.
فهل علي أن أكمل وضوئي (أو صلاتي) في حالة سماع صوت داخل الدبر؟
سؤالي الثاني: ...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال على ما ذكرت من كونك تجزم غالبا بعدم خروج ريح, بل تتخيل أصواتا فقط, فإن وضوءك لا يبطل، بل عليك أن تكمله, وصلاتك صحيحة.
ولا يشرع لك ما كنت تقوم به من إعادة الوضوء أكثر من مرة, هذا مذهب بعض المالكية.
قال الباجي المالكي في المنتقى على موطأ الإمام مالك: وأما الضرب الثالث فهو: أن يوجد منه أمر يشك هل هو حدث أم لا؟ مثل أن يتخيل له ريحا وجدت منه، أو يجد بللا فلا يدري؟
فهذا قد اختلف أصحابنا فيه. فقال ابن حبيب في المتخيل: لا طهارة عليه. وفرق بينه وبين الذي يشك بعد الطهارة في الحدث. اهـ.
وهذا القول هو الموافق لمذهب الجمهور، كما سبق تفصيله في الفتوى: 412831
أما إذا تعمدت إخراج الريح لأجل التأكد من انتقاض الوضوء, أو خرج منك يقينا؛ فقد بطل وضوؤك بلا شك. وراجع مبطلات الوضوء في الفتوى: 1795.
ونحذرك من الوسوسة, فإنها داء خطير, فعليك أن تعرض عنها, وألا تُعيرها أي اهتمام, فإن ذلك علاج نافع لها.
ونعتذر عن النظر في بقية أسئلتك؛ لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال، سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.
والله أعلم.