الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يحاكي خطبة الجمعة أو يقول: "سأدخل الجنة بسببك"

السؤال

أريد أن أسأل عن عدة جمل؛ هل تعد من الاستهزاء أم لا؟ أو هل تدخل تحت نطاق الكفر؟
1- شخص رأى قارورة تشبه القوارير التي يشرب فيها الخمر، فلما رآها، قال: "أستغفر الله"، وضحك.
2- شخص يحاكي خطبة الجمعة، مثل أن يقول: "يا عباد الله، أما بعد، فلا تشتروا هذا المنتج"، فهل يكون هذا استهزاءً؟ وما حكم من قال هذا وبعد أن نُصِح، وقيل له: إن الاستهزاء كفر، قال: "ذنبك أم ذنبي" أي: ليس لك دخل؟
3- شخص يقول لصاحبه: "أنا إذا دخلت الجنة، سيكون بسببك"؛ لكثرة صبره عليه.
4- حكم شخص سَبَّ الله، وأهله يعرفون أن هذا كفر، ولكنهم يعاملونه معاملة المسلم؛ كأن تدعو له أمّه، أو تريد أن تزوجه، فهل يكفرون بذلك؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما ضحك من رأى قارورة تشبه قوارير الخمر؛ فليس فيه شبهة استهزاء أصلًا.

وأما من يحاكي خطبة الجمعة:

فإن قصد الاستهزاء بتلك الشعيرة العظيمة؛ فهو على خطر عظيم.

وإن لم يقصد ذلك، فإنه ينصح بلِين ورفق.

وأما من يقول لآخر: "سأدخل الجنة بسببك"؛ فهذا كلام لا يجوز إطلاقه؛ لأن العمل المقبول الموجب لدخول الجنة لا يعلمه إلا الله تعالى، ولا يجوز لأحد أن يتألَّى عليه سبحانه.

وأما من يَسُبُّ الله تعالى؛ فإنه كافر مرتد، تجب مناصحته، ودعوته إلى العودة للإسلام.

وأما أهله فلا يكفرون بما ذكر، ولعلهم يدعون له بالهداية، ويرجون توبته وصلاحه، وانظر الفتوى: 136818.

وبالجملة؛ فقد تكون مصابًا بشيء من الوسوسة، فعليك أن تتخلص من الوساوس، وألا تعيرها اهتمامًا؛ فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني