السؤال
الحمد لله كل الحمد، فإني منذ هرعت إليه قبيل سنين، وأنا أزداد التزامًا وحسرة على أي تقصير يبدر مني، أو حتى نافلة لم أغتنمها؛ طمعًا ورجاء في رضاه وحبّه؛ لأنه منَّ عليَّ بالتوبة، وما زال جزء مني يوسوس لي: "أنى لك هذا؟"، وأشعر بعظمة الله ورحمته.
سؤالي يتعلق بأفراد عائلتي المقصّرين: فمنهنّ من لا تلبس الحجاب، ومنهم من يترك، أو يقطع الصلاة، ولديهم نفور كبير من النصح، ويغضبون ويفتعلون المشاكل -مهما كان الأسلوب- بمجرد التطرّق للأمر، حيث يرونه مسًّا لكرامتهم، فما الطرق التي أستطيع أن أليّن قلوبهم بها؟
زرع الله في قلبي حبّ قراءة القرآن -والحمد لله-، فعندما قرأت عن فائدة سورة البقرة، وأنها تطرد الشياطين، وأن قراءة ورد يومي يجعل في البيت نورًا، أصبحت أقرؤها، وأدعو لي ولهم بالثبات والهداية، وأن يردّنا الله إليه ردًّا جميلًا، وأن يرزقنا الصحبة الصالحة -لأن كثيرًا من معارفهم يحثونهم على المنكر جهلًا، أو لأنهم ليسوا مسلمين-، مع تحرّي الأوقات، والإحسان إليهم، والعفو، والكلام اللطيف، والتحدث معهم بلِين عن أمور عادية، ومضاحكتهم، وقضاء حوائجهم -من عمل، أو دراسة-، وتذكيرهم الخفيف: هل حان وقت الصلاة؛ لنصلي، أو ما الساعة الآن؟ أو سأذهب لأصلي، وتذكيرهم باستشعار رحمة الله علينا في كل شيء -فهو يرعانا، ويحبنا، وإن أذنبنا وتبنا؛ يغفر لنا، وهكذا-، ولكن الأمر صعب أحيانًا؛ لأن ردّهم يكون قويًّا، ومؤذيًا، وجارحًا، وأنا أعلم أن هذا من الشيطان، فأتغاضى، وأتناسى، فكيف ألين قلوبهم؟ ما الذي أستطيع فعله أكثر؟ جزاكم الله كل الخير.