الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب تجاه من يذكر في وعظه الأحاديث الضعيفة والموضوعة

السؤال

مَنَّ الله عليَّ بالتوبة من جميع الذنوب، وبالالتزام منذ أكثر من سنة -والحمد لله- وفي بداية توبتي كنت أستمع لأحد الدعاة، وأتأثر كثيرا بما يقول. ولكن بعد مدة اكتشفت أن كثيرًا من الأحاديث التي كان يذكرها إما ضعيفة، أو موضوعة، أو غيره، المهم أنها لا تصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان ذلك الداعية تقريبا من القصاص.
صدمت كثيرا، وخاصة أني كنت أحدث بما كنت أسمع منه. المشكلة أن كثيرا من معتقداتي بنيت على باطل، فكانت سببا في انتكاستي في كثير من جوانب الالتزام، ولكن بعدها بمدة ليست بالطويلة منّ الله عليَّ بالاستماع للعلماء الثقات من أهل السنة والجماعة، وعدت بفضل الله للالتزام. كرهت ذلك الداعية، مع أنه عنده من الخير، ونفع الله به، ولكن أصبحت أحذر أصدقائي وأهلي من الاستماع له، خوفًا عليهم أن يحدث لهم ما حدث لي.
هل عليَّ إثم في تحذير أهلي وأصدقائي منه، وممن شابهه في الفعل؟ أم هذا من التحذير من العلماء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن ذكر بعض الأحاديث الضعيفة في باب الوعظ والترغيب، وفضائل الأعمال ليس مما يُنكر، فقد سهل في ذلك كثير من أهل العلم.

وأما الأحاديث الموضوعة؛ فلا يجوز ذكرها إلا بقصد بيان وضعها، والتحذير من روايتها.

فإن كان هذا الداعية يأتي بكلام طيب في الجملة، لكنه ليس متحرِيًا لما يرويه، فبين حاله، وأنه يُنتفع ببعض ما عنده، لكن يحذر مما يرويه من الأحاديث، فلا تؤخذ عنه حتى يتحقق من صحتها، وبذلك تكون قد أديت ما عليك من النصيحة مع إنصاف هذا الداعية.

وإن أمكنك مراسلته ونصيحته بأن يتحرى الصحيح والحسن وما يتساهل العلماء في روايته دون الموضوع ونحوه؛ فهو حسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني