السؤال
لو سمحت أنا خاطب، وحصل تجاوز بيني وبين خطيبتي في القبلات. والآن نشعر بتأنيب الضمير، وهي تريد أن تنهي الموضوع؛ لإحساسها بالذنب.
فهل لا بد أن تخبر أهلها بالموضوع، وهم يقررون هل نكمل مع بعض أو لا؟
ما هي كفارة ذلك الذنب؟ وما أفضل طريقة لاستمرار الموضوع؟
وهل التعجيل بالزواج أفضل، أم مصارحة الأهل، وحل ضيق النفس بسبب الإحساس بالذنب؟
أرجو المساعدة، لإنقاذ مشروع زواجي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليكما التوبة مما ذكرت من تجاوزات قد حدثت بينك وبين خطيبتك. والتوبة يكفر الله بها الذنوب والمعاصي، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}. وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه.
فالتوبة كافية، وهذا الفعل بينكما لا يقتضي فسخ الخطبة، والأولى المبادرة إلى العقد الشرعي وإتمام الزواج؛ دفعا للحرج بينكما، وتحصيلا لمصالح الزواج، فالأعمار محدودة، والآجال معدودة، والعوارض كثيرة.
ولا يجوز إخبار أهل الزوجة بما كان؛ فالواجب مع التوبة الستر على النفس، وعدم الإخبار بالذنب؛ فذلك من سبل نيل العافية.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
بقي أن ننبه إلى أن هنالك حدودا شرعية للعلاقة بين الخاطبين لا يجوز تجاوزها، وإلا كان الشر والفساد.
ولمزيد الفائدة، نرجو مراجعة الفتوى: 18477، والفتوى: 394936.
والله أعلم.