السؤال
أؤذن أحيانا، ولا أتغنى في الأذان، ولا أقصد التلحين، مثل التغني بالقرآن أي تجميل الصوت.
فأشعر أحيانا أن الأذان فيه ملل مني؛ لأن بعض الناس حين سماعهم لأذان جميل يلينون، ويجيبون، أو يؤثِّر فيهم، وبعد الأذان أشعر أحيانا باستياء ليس لأن أذان فلان ليس جميلا، ولكن لأن الأذان نفسه لا أريد أن يسمعه أحد، وينفر من الصوت مثلا. كمن يريد أن يتغنى بالقرآن؛ ليكون القرآن جميلا لمن يستمع، ليس ليكون صوت فلان أو قراءته جميلة.
فهل هذا من الرياء؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتحسين الصوت بالأذان أمر مطلوب مستحب، قال ابن قدامة -رحمه الله: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ صَيِّتًا، يُسْمِعُ النَّاسَ { وَاخْتَارَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا مَحْذُورَةَ لِلْأَذَانِ } لِكَوْنِهِ صَيِّتًا، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ { أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: أَلْقِهِ عَلَى بِلَالٍ؛ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْك }، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ حَسَنَ الصَّوْتِ؛ لِأَنَّهُ أَرَقُّ لِسَامِعِهِ. انتهى
وإذا علمت هذا، فينبغي لك إذا أذنت أن تحسن صوتك بالأذان، تنوي بذلك اتباع السنة، واستمالة الناس لفعل الصلاة، ومهما وسوس لك الشيطان بأنك ترائي، فاطرد عنك هذا الوسواس، ولا تعره اهتماما، ولا تترك العمل الصالح خوف الرياء؛ فإن ذلك من المداخل الإبليسية التي يفتن بها الشيطان كثيرا من مريدي الخير.
والله أعلم.