الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من أحب فتاة في الجامعة المختلطة

السؤال

إذا كان شخص في جامعة مختلطة، ويُجاهد نفسه على غض البصر واجتناب العلاقات،. ويزين له الشيطان الفتيات المحتشمات، وهو يسأل الله الثبات.
ثم وقعت في قلبه فتاة، فهو يُجاهد لإخراجها من قلبه، ولكنه يخاف ألا يستطيع. وهو يعلم أنه لا يجوز له التحدث والتساهل معها، لكنه يخاف على قلبه من حبٍ يشارك حب الله عز وجل.
فما نصيحتكم له؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد

فأول ما ننصح به هذا الشاب أن يكثر من دعاء الله -تعالى- ويتضرع إليه، ويسأله أن يرزقه العفاف والعصمة من الزلل. ومن الأدعية المناسبة لهذا المقام ما رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى.
ثانيا: أن يصدق مع ربه ويقوى عنده العزم، فقد قال الله سبحانه: طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}.

ثالثا: عليه أن يعلم أنه على خير ما دام يجاهد نفسه ويحرص على عفافها، وهذا هو الواجب في حق من وقع في قلبه حب فتاة، ولمزيد الفائدة، انظر الفتوى: 4220.

رابعا: أن يجعل أخلاءه وأهل صحبته الأخيار من الطلاب، ويتعاون معهم على الخير والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

خامسا: أن يكون وجوده في الجامعة بقدر الحاجة، بحيث ينصرف بعد انتهاء حاجته في الجامعة، وتراجع الفتوى: 5310.

سادسا: إذا ضاق عليه الأمر وأصبح حاله بين أن يواصل الدراسة في هذه الجامعة، وبين أن يحافظ على دينه فمصلحة حفظ الدين هي الأولى، والمقدمة على كل مصلحة.

قال ابن أمير حاج في التقرير والتحبير: (ويقدم حفظ الدين) من الضروريات على ما عداه عند المعارضة؛ لأنه المقصود الأعظم، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56]. وغيره مقصود من أجله. ولأن ثمرته أكمل الثمرات، وهي نيل السعادة الأبدية في جوار رب العالمين. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني