السؤال
عندي سؤال: أنا شاب في العشرين من عمري تقريبا، ووالدتي -هداها الله- وأختي لا تلتزمان بالزي الشرعي، وقد أنكرت عليهما أكثر من مرة.
فهل علي من الذنب شيء؟ وهل سكوتي بعد معرفتي لعدم استجابتهما يعتبر من عدم الغيرة، مع العلم أن نارا تشتعل في صدري عند رؤيتي لهما ولكن أعلم أنه لا حياة لمن تنادي.
فهل علي شيء؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت من عدم التزام أمك وأختك بالحجاب؛ فهذا أمر منكر، فقد دلت الأدلة الشرعية على أن الحجاب فرض على المرأة المسلمة، كما بيناه في الفتوى: 5561، والفتوى: 63625.
وما قمت به من إنكار عليهن، وتحرق قلبك على الحال التي عليها كل من أمك وأختك؛ لهو خير دليل على غيرتك على محارم الله، والحمد لله.
ومن شأن المؤمن أن يغار على محارم الله، روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 177369، وقد بينا فيها أنه لا إثم على الناصح إن لم يستجب المنصوح.
وينبغي أن تستمر في النصح ما رجوت أن تنتفعا بنصحك، وليكن بالحكمة والموعظة الحسنة؛ قال تعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى {الأعلى:9}.
قال السعدي في تفسيره: فذكِّر بشرع الله وآياته، إن نفعت الذكرى، أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة -سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه-، ومفهوم الآية: أنه إن لم تنفع الذكرى -بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير-، لم تكن الذكرى مأمورًا بها، بل منهيًّا عنها. اهـ.
واحرص -أيضا- على كثرة الدعاء لهن بالهداية، عسى الله أن يستجيب ويصلح الحال.
والله أعلم.