الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب المرأة تجاه زوجها الذي يريد توظيف امرأة معه في مكتبه

السؤال

زوجي مهندس، وعنده محل خاص، ولديه الكثير من الأعمال، ويود أن يوظف عاملة لديه، وقد وضحت له أن الخلوة محرمة، وأنه يجب أن يصبر ليجد رجلًا عاملًا، علمًا أن مكتبه ليس مفتوحًا لكل الناس لتجنب الخلوة، ويوجد حمام في مكتبه الخاص، أي أن السكرتيرة تضطر لدخول مكتبه من أجل الحمام، ولا أخفي عليكم أن الغيرة تنتابني، ولكن الأهم هو الخلوة وتحريمها، فهل يجوز لي أن أمنع زوجي، أم أوضح له الأمر فقط، وأترك الخيار له، ولست مطالبة بالتوضيح كل مرة، ولن أحاسب أمام الله لأنني لم أمنعه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كانت طبيعة عمل المرأة مع زوجك في محل عمله قد تترتب عليها خلوة محرمة؛ فلا يجوز له توظيف امرأة للعمل معه.

وقد أحسنت بنصحه في هذا الأمر، وهذا هو المطلوب منك شرعًا؛ ففي صحيح مسلم عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.

وينبغي أن تستمرّي في نصحه بالحسنى، وأسلوب طيب، والاستعانة عليه ببعض من ترجين أن يستجيب لكلامهم.

وإذا بذلت له النصح؛ فقد أدّيت الذي عليك، ولكن ينبغي الاستمرار في نصحه، ما رجوت أن ينفعه النصح، فقد قال تعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى {الأعلى:9}، قال السعدي في تفسيره: فذكِّر بشرع الله وآياته، إن نفعت الذكرى، أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة -سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه-، ومفهوم الآية: أنه إن لم تنفع الذكرى -بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير-، لم تكن الذكرى مأمورًا بها، بل منهيًّا عنها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني