السؤال
رجعت للصلاة بعد انقطاع دام أكثر من خمس سنين عنها، وغدًا سأكمل سنة كاملة على الصلاة دون تفويت أي سنة، أو فرض، أو نافلة، لكني ألاحظ دائمًا أن هناك بقعًا في سروالي بعد الاستيقاظ من النوم، ولو لم أستيقظ؛ لأن هذه المادة تخرج يوميًّا الساعة السادسة، سواء كنت نائمًا أم مستيقظًا، فإنها تخرج الساعة السادسة، وبعد اطّلاعي على صفات المني والمذي، وجدتها تطابق صفات المذي -من اللون الشفاف، واللزوجة، والخروج دون شهوة- وهي تخرج على شكل نقطة واحدة لزجة، لكن هناك صفة أزعجتني، وجلبت لي المشقة، وهي الرائحة؛ لأن الرائحة تشبه -كما ذكرتم- العجين، وهي قريبة له، لكنها ليست قوية، وشمّها وتمييزها صعب، فأرجو منكم أن تساعدوني؛ لأني تعبت آخر شهرين من الاغتسال اليومي؛ لما فيه من حرج من الأهل، وخاصة أننا في فصل الشتاء، ويصعب الاغتسال يوميًّا قبل صلاة الفجر، فهل أعده منيًّا أو مذيًّا؟ وهل صلواتي في العشرة الشهور السابقة وصيام رمضان ذهبوا مع الريح، ويجب عليّ قضاؤها كلها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نحمد الله تعالى أن وفقك للتوبة والمحافظة على الصلاة؛ فإن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال العبد، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق تاركها، أو المتهاون بها، قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}، وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4ـ 5}.
وانظر المزيد في الفتوى: 162523.
ومذهب الجمهور وجوب قضاء الصلاة المتروكة عمدا, وذهب بعض الفقهاء إلى عدم وجوب قضائها ، وإنما يكفي تاركها التوبة وإحسان العمل في المستقبل . والمفتى به عندنا هو قول الجمهور بوجوب القضاء كما تقدم في الفتوى: 12700.
ومن نسي مقدار ما تركه من الصلوات ولم يعرف عددها فليقض عددا يغلب على ظنه براءة ذمته به . وعن كيفية قضاء الفوائت، راجع الفتوى: 61320.
وبخصوص النقطة التي ذكرت أنك تجدها دائما في وقت محدد، وأنها تطابق صفات المذي كلها من اللون الشفاف واللزوجة والخروج بدون شهوة غير أنك قد تجد لها رائحة ليست بالقوية ، وإذا كان الأمر كذلك فلا تعتبر منيا ولا يلزمك الغسل لأجل خروجها، وإنما تغسل موضعها من ثيابك او بدنك وتغسل المخرج وتتوضأ منها لأنها خارجة من أحد السبيلينِ وراجع المزيد في الفتوى: 268591
مع التنبيه على أن خروج المني يقظة بدون شهوة لا يوجب الغسل عند الجمهور. وانظر الفتوى: 142433 .
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 408739 وهي بعنوان" من استيقظ ورأى بقعة على ثيابه"
ولمزيد الفائدة عن مميزات المني، والمذي راجع الفتوى: 34363
وعلى كل هون على نفسك واحمد الله تعالى على ما وفقك إليه من التوبة وإقام الصلاة، فهي نعمة عظيمة. وإذا كانت لديك شكوك ووساوس حول الطهارة فتواصل مع أحد اهل العلم مباشرة مع ضرورة الكف عن الشكوك والوسواس وعدم الاسترسال معها جملة وتفصيلا فذلك من أنفع ما تعالج به. والله أعلم.