الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات إصلاح الفتاة التي تصاحب شابا منحرفا

السؤال

بنت خالي تدرس في معهد، وهي تصاحب شابًّا من المنحرفين، وقد علمت بذلك، فهل أخبر خالي وأجعله يفصلها من المعهد أم ماذا؟ علمًا أن الفتاة غبية، وهذا الشاب يستغلّها. أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن أول ما ينبغي أن يكون منك تجاه ابنة خالك أن تكثر الدعاء لها بالهداية، وسلوك سبيل الاستقامة، فلعل دعوة صالحة منك تكون سببًا لصلاحها، وربنا على كل شيء قدير، يهدي من يشاء تفضّلًا وتكرّمًا منه، وهو القائل: وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ {البقرة:213}، هذا أولًا.

ثانيًا: ابذل لها النصح بالحسنى، ومن منطلق الشفقة، والرحمة، فقد ثبت في صحيح مسلم عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم». وفي صحيح مسلم أيضًا عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. مع الانضباط بالضوابط الشرعية؛ لكونها أجنبية عنك.

ثالثًا: إن انتفعت بالنصح، فالحمد لله، وإن أصرّت على ما هي عليه، فهدّدها بإخبار والدها: فإن انتهت، فذاك، وإلا فأخبره، وليكن ذلك بالتلميح له، ولا تلجأ للتصريح، إلا إذا لم يُغْنِ التلميح.

رابعًا: الواجب عليك حفظ لسانك، وتعويده على القول الحسن، وليس القول السيء -من نحو وصفك لهذه الفتاة بأنها غبية-، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 328021، فقد ضمّناها بعض النصوص الدالة على الأمر بحفظ اللسان، وخطورة آفاته، وأنه مُورِدٌ للمهالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني