السؤال
معنى حديث: إن الله يسأل العبد يوم القيامة، حتى يقول له: ما منعك إذا رأيت المنكر فلم تغيره؟ فيقول: خشيت الناس، فيقول الله تعالى: أنا أحق أن تخشاني.
سؤالي: أعمل خارج البلاد في شركة أجنبية، وفيها نساء، ولا يوجد اختلاط، لكن غالبهن مسلمات غير متحجبات، وأيضا فيها مسلمون لا يصلون.
هل إذا لم أنصحهم أكون آثما على الرغم أن لغتي ليست على المستوى المطلوب؛ لكي يتم النصح والشرح بشكل واضح؟
وإذا بدر منهم منكرات؛ كموسيقى، أو كلام مخالف للعقيدة (الكلام غير موجه لي إنما فيما بينهم)، وأنا بحالة ضعف اللغة ماذا يترتب عليّ؟
أما بالنسبة لنصحي لأهلي، وأصدقائي، ومعارفي العرب؛ فالحمد لله، أقوم بالنصح بما قسمه الله لي. بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن الحديث باللفظ الذي ذكرتَه في إسناده ضعف، وقد ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة تحت رقم: 6872. وقال: والمحفوظ في هذا الباب عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ: لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بحق إذا علمه. قال أبوسعيد: فما زال بنا البلاء حتى قصرنا، وإنا لنبلغ في السر. اهــ.
كما صحح الحديث في السلسلة الصحيحة تحت رقم 929 بلفظ: إن الله يسأل العبد يوم القيامة حتى ليقول: فما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره، فإذا لقن الله عبدا حجته قال: أي رب! وثقت بك، وفرقت من الناس. اهــ.
ولو صح الحديث باللفظ الذي ذكرته، فقد قال ابن رجب عنه، وعن اللفظ الصحيح: فَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ مَحْمُولَانِ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْمَانِعُ لَهُ مِنَ الْإِنْكَارِ مُجَرَّدَ الْهَيْبَةِ، دُونَ الْخَوْفِ الْمُسْقِطِ لِلْإِنْكَارِ. اهــ.
وعلى كل حال؛ فالأصل في النهي عن المنكر أنه من فروض الكفايات، ويتعين على من لم يقم بهذا الفرض غيره، كما أن المنكر الذي ينكر هو المنكر الظاهر، لا الخفي الذي لا يرى ولا يسمع.
وقد بينا هذا في فتاوى سابقة كالفتوى: 404242، والفتوى: 124424.
فإذا رأيت منكرا ظاهرا في مكان عملك؛ كتبرج موظفة، أو سماع موسيقى، وعلمت أنه لا يقوم بإنكاره غيرك في مكان عملك، ولم تخف ضررا؛ فاجتهد في الإنكار، والنصح برفق وحكمة.
والله أعلم.