الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على من ضرب سائق الأجرة الذي رفض إلغاء الرحلة ورفض التوصيل

السؤال

طلبت سيارة أجرة للذهاب إلى بيت صديقي، فلما وصل قائد السيارة، أردت أن ألغي الرحلة، فلما سألني الرجل: هل سوف تدفع لي نقدًا أم إلكترونيًّا؟ قلت له: إلكترونيًّا، فأبى أن يوصلني إلى المنزل، بل وأتى إلى الموقع، وضغط زر الوصول إلى الموقع، علمًا أنه إذا ضغط زر الوصول؛ فإنه سوف يكسب مالًا من الانتظار، وإذا ألغيت الرحلة؛ فإنني سوف أدفع المال مدة الانتظار في الرحلة القادمة، وسيكسب المال؛ فذهبت إليه، وأخبرته أن يلغي، فأبى، وقال: لن ألغي، فقلت له: إذن لنذهب، فأبى أن يقلّني، فأنزلته من السيارة، وضربته، فهل عليَّ ذنب؟ وإن كان عليَّ ذنب، فما كفارته؟ لأن الرجل قد ذهب، ولا أظن أنني يمكنني أن ألقاه مرة أخرى.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أساء هذا السائق حين رفض الأمرين معًا، فقد كان عليه إما أن يلغي الرحلة، أو يقوم بتوصيلك، ولكن إساءته هذه لا تبيح لك ضربه على أية حال، فقد تعدّيت في ذلك، وظلمته ظلمًا بيِّنًا.

وعليك أن تتوب إلى الله تعالى.

ومن جملة توبتك أن تُمَكّن هذا السائق من القصاص، أو أن تستحلّه من مظلمتك، فإن كنت لا يمكنك ذلك؛ فلتتضرع إلى الله تعالى أن يرضيه عن مظلمته يوم القيامة، ولتكثر له من الاستغفار، ولتتبع هذه السيئة بما يوازيها من الحسنات.

وراجع في ذلك الفتويين: 255160، 441331.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني